Wednesday, January 31, 2007

قتل الانسان ما أكفره



لا تحسَبَنَّ الإنسانَ

يرضى بالقدر

أو تحسَبَنَّ الرضا

طبعا في البشر

إن جاءهُ الصيفُ

ملَّ قيظهُ

أو جاءَهُ البردُ

ضاق بالمطر

تهونُ الشُموسُ

لو طالها

وترخَصُ النجماتُ

ويَبخَسُ القمر

يَغفَلُ

عن كل نعمةٍ نالها

ويعمى

عمَّا أتاهُ وعمَّا حضر

وما تعمى العيونُ

إنما

تعمى البصيرةُ

ويعمى البصر

يرقبُ الإنسانُ دوما ما اختفى

ويبحثُ دوما

عما توارى و استَتَر





الطيب

Thursday, January 25, 2007

حنين - 3

كان حيا هادئا ينعم بسكون يعز في مدينة تفور بالناس كالقاهرة ، تتناثر فيه العمارات والفيلات ، تلتصق هذه بتلك ، لتقدم شكلا فريدا من التنافر بات يعاني منه العمران في جل المدن العربية . كان هذا الحي الصغير ركنا من الحي الكبير " الدقي " في الجيزة .

هناك كان بيتنا الذي انتقيناه بعد تطواف وتجوال دام أياما ، شقة مفروشة في الطابق السادس في عمارة حديثة ، تشرف على ما يحيط بها من مساكن عتيقة ينخفض ارتفاعها إلى الطابقين أو الثلاثة ، كان يبدو واضحا أن صورة جديدة بدأت تتكون في هذا الحي ، فيلات تختفي وعمارات تنبت كالفطر ، يزداد ارتفاعها بازدياد رصيد بانيها الذي قد يكون جزارا أو سباكا أو تاجر مخدرات ؟؟؟ وكيف لا ومصر تحيى عصر الانفتاح وبدأت تجني تبعاته المفزعة ، تضرب الوعود التي أغدقت بالرفاه والغنى والنعيم بعرض الحائط ، وتفرز مجتمعا غير الذي كان وغير المأمول ..

كنت وأختي قد عقدنا العزم على متابعة الدراسة هنا ، وها نحن خضنا تجربتنا الأولى في اختيار مسكن ، بسعادة ضاهت سعادتنا بوجودنا في القاهرة وبانضمامنا إلى جامعتها التي سمعنا عنها طويلا عن بعد ، بعد أيام ستصبع مقصدنا اليومي و منهلنا الذي ننهل منه المعارف التي انتقينا . كنا نفتقد عطف الأهل ودفء الوطن ، لكننا لم نسكن بإحساس الغربة ، وكيف يتأتى له ذلك وقد جبلنا صغارا بالإيمان بالأمة والوطن الواحد ، وسرى فينا ذلك الإحساس مسرى الدم في العروق . ها نحن وضعنا على المحك ، وها نحن سرعان ما احتوينا المصريين بتلقائيتنا وانفتاحنا واحتوونا هم بلطفهم وعفويتهم ، ونسجنا من الصلات والعلاقات مع الإنسان والأزقة والدروب ، و برد الشتاء وقيظ الصيف ، ما جعلنا ننقلب من ضيوف إلى أهل دار كما يقولون .

كنا حيث نحن ، نشرف على شارعين رئيسيين ، مصدق وشهاب ، وكانت الجامعة ، قريبة في مرمى البصر ، فهاهي قبتها تبرز جلية تلتحف غبار الزمن الذي مضى وتكتسي لونه الرمادي ، وها هو برجها القصير باديا للعيان ، بساعته الشهيرة التي لطالما قرعت بصوتها الجهوري تعد ساعات اليوم وتذكر بالوقت ، هي ذات الساعة التي سمعناها مرارا ، لاحقا ، تدوي عبر أثير الإذاعة ، في حين تقبع في الجامعة صامتة ساكنة بلا حراك ؟؟ ها هي الجامعة لا يفصلنا عنها سوى حي " بين السرايات " الحي الذي لم ينل من اسمه نصيب ؟؟ حي شعبي مغرق في شعبيته ، يفصله عن الجامعة أمتار هي عرض الشارع فقط ، تزاحمت بيوته حتى تحسبها تتكئ بعضها على بعض ، وتشابكت أزقته لترسم لوحة سريالية أين منها خيوط بيت العنكبوت ؟؟ وها هم سكانه ركنوا إلى ما هم فيه ، حالهم حال كثيرين غيرهم على امتداد بلاد العرب ، تساكنوا مع الحاجة و الفقر ، وأدمنوا الرضا والقناعة والصبر ، ونسوا أن من ارتضى السكنى ، حيا ، في مدفن أو قبر ، ليس غريبا أن يأنس الجور والقهر ؟؟ وذلك أمر تحقق وصار .

على بعد خطوات مسكن للطالبات الكويتيات ، عمارة كاملة تكتظ بفتيات آثرن الدراسة هنا ، أتين من مجتمع أتخمه مال النفط ، ولم يكن حينها يملك من مقومات الدولة إلاه ، كانت مؤشرات الثراء بادية على معظمهن ، أو لعلهن كن الحريصات على إظهارها ؟؟ عشرات من الطالبات ، بينهن واحدة عرفتها ، كان اسمها" وفيقة " ، لم يكن يستهويني الاسم أبدا حين تعرفت بها ، لكنه استهواني لاحقا بعد أن خبرتها ، فقد أسدلت عليه من خصالها و صفاتها وملامحها الكثير حتى صار محببا لي قريبا مني ، هي صديقتي الكويتية التي خبرتها لسنوات ، لم تكن تأبه بالمال كدأب أهل الخليج ، ولم تحسبه يوما جواز مرورها لقلوب البشر كما يحسبون ، عربية الجمال ، بريئة الملامح ، خفيضة الصوت ، وتحمل زادا من الأخلاق والعفة ما يكفل حمايتها أنا كانت وأنا ذهبت ، كانت من أشار إلي نحو ذلك الركن من المدينة ، وكانت من أوليات من صادقت هناك ، ومن مارست معهن ومارسن معي مفهوم الصداقة الحقة المجردة التي تغفل عن الشكل والجنس والوطن و الهوية ، ولا يغذيها سوى العقل والتفاهم والمحبة ، دون غايات أو غرائز أو نزعات أو أغراض تحاول أن تتخفى أو تتنكر ، وهذه معاني يعمى عنها الكثيرون أو يتعامون ولا يرون في المرأة إلا أنوثتها ، و في الرجل إلا ذكورته . وكم سعدت بصداقاتي تلك التي دامت وعمرت . كانت صداقات عمقت إيماني بأن صداقة المرأة بالرجل قد تكون أقوى وأمتن وأنزه حتى من صداقة الجنس الواحد .

ولم يكن " الزعبلاوي " طالب الطب الأردني الذي أخذ كل النصيب من اسمه ، حتى غدا زعبلاويا ؟؟ ببعيد عن شرفتنا ، فقد كان يقابلنا و كانت نظراته تقتحم نوافذ وجدران شقتنا في كل وقت ، دون استئذان ، محاولة أن تشفي فضوله ، بعد أن آثر التحول من غرف منزله إلى شرفته المطلة علينا ، معسكرا فيها ليل نهار ، فارضا علينا مواقف وقصصا لا بد عائد أنا إليها يوما .

كانت القاهرة تلك الأيام ، تعاني غليانا متصاعدا ، بدأت تبعات الانفتاح تبدو للعيان ، وتنامت الجماعات الإسلامية ، في ردة فعل طبيعية لما آلت إليه أحوال البلد ، وانتعشت ، وقويت شوكتها ، وهاهي انتفاضة الفقراء التي أسماها السادات انتفاضة الحرامية تجتاح مصر بأسرها ، وكأن أهل مصر كلهم حرامية ؟؟؟ وهاهي زيارته لإسرائيل ؟؟ واتفاقية كامب ديفيد و المقاطعة العربية لمصر ، وها هو الأمن يتسيد الموقف وينشر عيونه في الشوارع والميادين والدروب والأزقة ، يمارس ما شاء من أصناف القمع والاعتقال ، وهاهي شرطة الانضباط تتأسس ، وحرس الجامعات يظهر ليحول الدخول والخروج من وإلى الجامعة محنة لا تضاهيها إلا محنة الجلوس فيها ؟؟؟ تأججت النفوس ، إذ كانت لا تزال حية لم تمت ، وألهبت أغنيات الشيخ إمام والفاجومي نجم ، السرية ، ما تبقى منها خامدا ، وساندتها خطب الشيخ كشك ، الذي لم يسكته إلا اعتقاله ، ولست أنسى ذلك الخطاب الشهير الذي بدا فيه السادات قاتم الوجه ، مكشرا عن أنيابه البيضاء ، متوعدا مرعدا مزبدا و متشفيا بالشيخ كشك موميا إليه بأنه هناك في السجن مرمي زي الكلب ؟؟ وصابا نقمته الإسلاميين ( وإن كنت لا أستسيغ هذه الكلمة كوصف ) ناعتا المتحجبات بأنهن كالخيام المتحركة ؟؟ ومطلقا وعيده الشهير " الديمقراطية ليها أنياب ؟؟ " كان التوتر يخيم على الأجواء ، و الترقب سيد الموقف ، والحذر والقلق شيمة البسطاء .

تلك الأجواء الملبدة لم تكن تبدو في ذلك الركن من المدينة ، ولم تكن تفرض نذرها على وتيرة الحياة الهادئة هناك ، ظل الحي ينعم بسكونه المعتاد فحسبته دائم أبدا ، وحسبت أنه سيبقى الملاذ الآمن الذي نأوي إليه للسكينة ، لكن ظني خاب ، وحدسي اختل ما أصاب .

ففي صبا ح لم يكن ككل صباح لفتت انتباهي حركة مريبة في الشارع المجاور ، وجوه جديدة تقطع تروح وتجيء ، وعمال في واحدة من الفيلات المقابلة يعملون بجد استثنائي ، وكأنهم يعدون المبنى ليكون جاهزا لاستقبال ساكنيه الجدد خلال يومين أو ثلاثة ، ناهيك عمن اعتلوا الأسطح المجاورة يتابعون ويرصدون الشاردة والواردة ؟؟؟ كنت وقتها أراقب ما يجري من شرفتنا ، ولم أغفل عن تلك النظرات التي ترقبني من هنا وهناك فيها ما فيها من الضيق ، والتربص الذي لم أكن أفهم له سببا ، لكنني تجاهلته ببرود زاد ضيق من ضاق واستفزاز من استفز ؟؟

دام الحال على هذا المنوال أياما ، ركنت خلالها إلى الاعتقاد بأن الأمر لا يعدو عن كونه متعلقا بشخصية ما ، حكومية ربما أو حزبية جائز ؟ ( ولم يكن قد مضى على تأسي الحزب الحاكم طويلا) ، تعتزم السكنى في الفيلا المجاورة ، معتقدا وجازما ، بأن هذه الاحتياطات والمراقبة لن تدوم طويلا بعد أن يستتب الوضع وتحط رحال الساكن الجديد في داره ، موقنا أن الأمر لن يكون شديد الإزعاج ، خصوصا أننا ألفنا جوار الوزيرة الوحيدة في الحكومة حينها ( وزيرة التأمينات والشؤون الاجتماعية ) ، قبل أن ترحل إلى منزل آخر يليق بالوزيرة ؟؟ فلم يكن يفصلنا عن مسكنها سوى ثلاثمئة أو أربعمئة متر ، ولم يكن الأمر مزعجا أو مربكا إلى هذا الحد الذي نلمسه هنا .

دام اعتقادي ذلك أياما ، لكن الرقابة كانت تتزايد ، والمضايقات والمنغصات تتصاعد ، ولم تكن تسير أبدا نحو التلاشي حسبما حسبت ، بل كانت الأيام التي ظننتها تنقضي تتوالى وتتوالد . لم أجد تفسيرا لهذا الذي عكر الأجواء ، ولا الذي أثار الزوابع والأنواء ، وتراكمت علامات الاستفهام في ذهني ، وذهن كل سكان ذلك الركن الذي كان هادئا وما عاد ، حتى فوجئنا ذات صبح لست أنساه بالطرقات تقطع ، وبصافرات سيارات الشرطة تدوي ، فيسمعها من ليس يسمع ؟؟؟ حشد من المركبات السوداء تستبيح شارع "مصدق" المجاور ، وأبدان ضخمة ببزات داكنة تملأ أنحاءه ، ووجوه شاحبة قلقة تخشى المجهول الذي قد يأتي . طوق المكان ، أمن المكان ، لحفنة من الرجال أتت ، يلفت بياض بشرتها وصفرة شعرها انتباه الغافل ، لتشرع مراسيم الاحتفال الجنائزي بارتفاع الراية الإسرائيلية على مبنى أول سفارة صهيونية فوق الأرض العربية ؟؟؟؟ وأين ؟ في القاهرة .

Monday, January 22, 2007

رجل ومرأة





كم أكره تلك المرأة الجميلة التي تحسب أنها بالجمال ، وحسب ،


يمكن أن تخضع كل الرجال


وكم أكره ذلك الرجل الغني الذي يحسب أنه بماله ، وحسب ،


يمكن أن ينال كل النساء


حتى وإن أمكنهما ذلك فعلا


Sunday, January 21, 2007

مشاهد


المشهد الاول

نثروا بذورها في كل أرض

.... وما نبتت

في كل فصل

في كل وقت

وما نبتت

تلك راية لا تنبت في بلادي

مهما تعالى الصراخ

مهما تمادى الصياح

أبدا

وإن علقوها حتى

فوق سنان الرماح

أو غرسوها

في كل جرح دام

من هاتيك الجراح

ضربوا الأوتاد

ما انضربت

طرقوا السواري

ما انطرقت

لكنهم زادوا الجراح جرحا

وزادوا القراح قراح

وأطلقوا في كل صوب كلابا

تحمي الكلاب ..

فما حمت

إنما عم صوت النباح

المشهد الثاني

غرسوها

كيف شاءوا

رفعوها

أين شاءوا

إلا القلوب استحالت

وعصت

صدت هجومهم

صدت نفوذهم

نقودهم

وُعودهم

وكل حيلة وكل اجتياح

وما علت رايتهم هناك شبرا

فلا رماح ترفعها

وإن أدمت

ولن تعلوا يوما بفرقعات السلاح

المشهد الأخير

تلك راية لن تعلو وإن شئتم

في البلاد

ولن تخفق في سماها

مهما رصصتم من عتاد

تلك راية سكنت

همدت

دون حراك

وأنا لها الحراك

وقد حجبتمو الهوا خوفا

وحبستمو أنفاس العباد








سنة هجرية جديدة سعيدة على الجميع


Friday, January 19, 2007

حنين 2

لفحته سمرة الصعيد ، وجففت عوده حرارة شمسه ، ونما ذهنه وتفتح حتى ضاقت به قيود وجه قبلي وضاق بها ، فحزم متاعه ، وحط الرحال في القاهرة التي احتواها واحتوته ، ونسج في كل حي منها حكاية وفي كل زقاق من أزقتها ذكرى علقت بباله وفكره .

انحدر من عائلة قبطية موسرة أممتها الثورة المصرية ، فعلقت في نفسه مرارة لم تنجل يوما ، وغصة لم يقو على ابتلاعها أبدا ، كان يحن دوما لعصر الملكية ، وللبحبوحة التي نعم بها في الصغر ، قبطي لكنه مخالف لجل الأقباط المصريين ، لم يكن يومي ولا يوحي بقبطيته وكأن الأمر لا يعنيه ، أو كأنه أمر لا يعني سواه ، يتعامل مع الجميع بوتيرة واحدة بنفس الحرارة والحميمية والتواصل وهو ما لا يحذو حذوه الأقباط الآخرون ، وما هو بالذي يتنكر لقبطيته حين يلزم التوضيح ، وكيف يتنكر واسمه ناطق بها مشير إليها على الدوام .

كان أنيقا متأنقا ، يستمتع بالهندام ، حريص على البزة الرسمية حرصه على تأبط حقيبة السامسونايت السوداء وربطة العنق ودبوسها المذهب ، ودبوس القميص والمنديل الحريري والعطر الفواح والحذاء اللامع ، يدقق في كل شيء ويستوي عنده أكان متوجها للعمل أم للشارع أو السينما ، فالأناقة في عرفه لا تتجزأ ؟؟

هذا هو الأستاذ نجيب جلته ...

أستاذ اللغة الفرنسية في السعيدية الثانوية العسكرية ، اللغة التي عشقها فملك نواصيها ، وأجاد تفاصيلها وسبر خفاياها ، حتى غدا لعمري من أشهر من درسها في القاهرة ، وأصبح عمله اليومي يمتد ثمانية عشرة ساعة أو أكثر ، تتوزع بين المدرسة و الدروس الخاصة ، ليس لحاجة أوعوز ، وهو الذي ظل موسرا رغم التأميم ، إنما حبا في اللغة وحبا في حياة الحركة و التنقل وهو الذي ظل عازفا عن الزواج عاشقا لحريته مرددا إن أهم ما فعله في حياته عزوفه عن الزواج ، لأنه بذلك تلافى إضافة عاهة أخرى للعاهات التي تملأ البلد ؟؟؟؟

حين عرفته كانت ملامحه قد خضعت لفعل السنين ، و أديمه جعدته الأيام وهدلته ، لكن روحه أبت أبت الإنصياع لسطوة الزمن فظلت روح شاب في الثلاثين . كنا ننتظر درسه بشوق ، مترقبين تعليقاته اللاذعة وملاحظاته المفاجئة وتلميحلته التي يفسرها كل على هواه . كنا نلقاه بابتسام ونودعه بابتسام وكانت جملته المشهورة التي كان يقذف بها كل من سولت له نفسه أن يقدم على فعل لا يليق أو يبدي ما ينم عن بلادة أو غباء تأبى أن تبرح أذهاننا " ربنا يجحمه عبد الناصر مطرح ما راح .. جاب لنا مجانية التعليم وخلا الجربانين الكحيانين اللي زيكم يدخلو المدارس ؟؟ ربنا ينتقم منه ?? .." كان ظريفا إلى الحد الذي يجعلك تتقبل كل ما يقول وان اختلفت معه ، وكيف لا وكنت اكن لجمال عبد الناصر معزة واحتراما كبيرين ؟؟

كان يدخل متأبطا حقيبته السامسونايت السوداء ، ويخرج متأبطا إياها حريصا على ألا تفارقه أينما ذهب ، وأن لا يفتحها أمام أي كان ، وهو ما حرك فضولنا لسبر أغوارها ؟؟ وهو ما تحقق بعد عدة محاولات لنكتشف أنها لا تحوي سوى وريقات وزجاجة عطر قارورة خمر ؟؟ فقد كان العطر هواه وكان الخمر شرابه الأثير الذي يستمتع به في كل وقت دون إدمان ؟؟؟

حنين

في يوم كهذا مر منذ سنوات ، وكأنه بالأمس ، كنت لا أزال تلميذا في مدرسة قاهرية ، عتيقة وعريقة ، تجاور جامعة القاهرة وتقابل حديقة الحيوان الأشهر في العالم العربي وحديقة الأورمان بالجيزة . وكانت مدرستي العتيقة هذه قد شيدت أواخر القرن التاسع عشر ، في عهد الخديوي سعيد الذي منحها اسمه ، فعرفت " بالمدرسة السعيدية " نسبة له ، ما لبثت أن تحولت فيما بعد إلى " المدرسة الثانوية السعيدية العسكرية " بعد أن تلازمت فيها الدراسة الأكاديمية والعسكرية ، وغدت تتميز بمديرين اثنين أحدهما مدير تعليمي والآخر عسكري . ولعل البسمة سترسم نفسها على بعض الشفاه حين يعلم أصحابها أن الفنان محمد أحمد المصري كان المدير التعليمي للمدرسة طوال تواجدي بها ولسنوات أخرى تالية . ولمن قد يختلط عليه الأمر أوضح فأقول إن هذا الفنان عد في فترة الستينيات واحدا من أشهر الفنانين الكوميديين وقد عرف بشخصية أبو لمعة الفشار الذي كون مع الخواجة بيجو ثنائيا شهيرا ، وكان قد ظهر مع عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس في برنامج تمثيلي كوميدي اسمه " ساعة لقلبك " .

مدرستي هذه كانت فسيحة ، وسط اكتظاظ القاهرة وازدحامها وتلاحم مبانيها وأهلها ، إلى درجة تدعو للاستغراب ؟؟ ضمت إدارة ومبان دراسية ثلاث تفصل بينها ساحات رحبة ، يتألف المبنى من ثلاثة طبقات و به عشرات الفصول الدراسية وغرف للمحاضرات ومختبرات وقاعات للنشاطات المختلفة . وتميزت بصوبة زجاجية كبيرة لزراعة النباتات و ملاعب للكرة وسواها وميدان لتعلم الرماية و مسرح للتمثيل ؟؟

في الثلث الأخير من كل عام دراسي كنا نحتفل ب "عيد الخريجين" . وهو يوم تحتفي خلاله الإدارة والطلاب بمن سبق لهم التخرج من المدرسة ، وهي مناسبة سمحت لنا بالتعرف على والالتقاء بمن سبقونا من المشاهير إلى الجلوس على ذات المقاعد التي نجلس عليها في ذات الحجرات وذات الأجواء التي نحيى بها ، لعل من أشهرهم يوسف وهبي وزكي طليمات وعادل إمام وسعيد صالح وصلاح السعدني وحنفي بسطان وصالح سليم وعبد الرحمن بدوي وعلي مشرفة وكثيرون غيرهم من وزراء ومسؤولين وفنانين حرصوا على مشاركتنا هذا اليوم كل عام ليتذكروا بدورهم أياما عاشوها بين جنبات المدرسة العريقة التي كان يخيل لي وأنا بين جنباتها بأني استنشق عبق أيام مضى عليها مئة سنة .

دفعني الحنين منذ بضعة سنوات إلى زيارة القاهرة ، و لم يكن ممكنا ألا أعرج على السعيدية ، فوجدتها صامدة رغم الزمن ورغم أنف البشر ، وأتمنى أن لا تمتد إليها أيدي الانتهازيين ، فلا شك أنها بمساحتها وموقعها ، وفي الوقت الذي بات فيه كل شيء ، من أملاك الدولة ، يباع في مصر ، أصبحت تساوي مئات الملايين .. وأصبحت محط أطماع الكثيرين .. هذا إن كانت بالطبع لا تزال تراوح مكانها ؟؟؟

Monday, January 15, 2007

شارون ...كم أسأت إليه ؟؟؟



إقتضت حاجة العمل في مشروع صغير ، أنجزته ، لزراعة الموز في خيام بلاستيكية ، أن أشتري حمارا صغيرا لإنجاز مهام محددة كلف بها ؟؟ وقد أسميته حينها " شارون " الذي كان يصول ويجول بصلفه وغروره ، يقتل ويجرح في فلسطين دون أن يجد من يردعه أو يلزمه حده . والتزمت بالإسم ، وألزمت من يعملون معي به ، بل كنت متشددا في ذلك حتى شاع اسمه بين الأنفار والفلاحين البسطاء ، فاستبدل العديد منهم اسم شارون بكلمة حمار ؟؟ وأصبح كل من لديه حمارا لديه شارونا ؟؟ وصار هناك شارونات كثر ؟؟ ولم يعد واحدا كما كان الحال عندما احضرت شارون الذي يخصني ؟؟؟

واليوم ، وبعد هذه المدة التي انقضت ، بت أشفق على هذا الشارون المسكين الذي لدي ، وبت أشعر بوخز الضمير ، إذ سمحت لنفسي بأن أطلق عليه ، وهو المطيع الذي لا يتوانى يكد ويكدح طوال يومه مقابل حفنات قليلة من الشعير أو البرسيم ، إسم ذلك المجرم البدين الذي نال جزاءه في الدنيا قبل أن ينال عقابه في الآخرة ؟؟ وكنت أحسب أني بذلك أمعن في تحقير الجنرال الدموي حين أطلق اسمه على حمار ؟؟؟ فإذا بي أكتشف مؤخرا أني ما كنت إلا مسيئا ومحقرا للحمار المسكين حين شبهته بذلك اللا إنسان .. وحين أطلقت عليه ذلك الإسم الكريه .. وهو الذي لا ذنب له


يا أهل العراق ..... معذرة




أعتذر مسبقا لكل شرفاء العراق ، من مقاومين وهبوا أرواحهم فداء للوطن ، ومن بسطاء أبوا أن تلطخ أكفهم بدماء أخوة لهم ، يعانون اليوم ما يعانون ، ويكابدون ما يكابدون ويتعرضون لإبادة مسعورة يصعب تخيلها ، أعتذر منهم ، هم فقط ، لأني بت أميل وبشدة لأن أصدق مقولة الحجاج في العراق وفي أهله ، بعد أن تسيد الصورة العراقية الهمجيون ، المسكونون بنزعة الثأر من البشر ومن الحجر ، المتعطشون لدماء الأبرياء ، رجالا أطفالا ونساء ، الذين رأوا في أهل السنة المحمدية أعداء قتلوهم ، وفي المحتلين أصدقاء نصروهم وحموهم ؟؟
و زادت قناعاتي بأن شخصا كصدام هو الوحيد القادر على جمع شتات ذلك البلد ، ومزج ألوانه ، والحفاظ على وحدته إن لم يكن بالحسنى فبالإكراه والقوة ، وبت أدرك أكثر من ذي قبل ، وأفهم ، لماذا كان قاسيا ولماذا كان قاطعا إلى ذلك الحد ، وإذا كان هناك من نعته بأسوأ النعوت فإني أرجوه اليوم أن يخبرنا عن رأيه وعن نعته لمن تسيدوا العراق بعده ، وتولوا ناصية حكمه ، فقسموه وجزأوه وأمعنوا في قتل الأبرياء حتى غدا الدم العراقي بلا ثمن ؟؟؟

يعيب علي البعض أني أكثرت من التطرق لموضوع العراق ؟؟ وأجيب ، إن موضوع العراق هو الذي كثيرا ما يتعرض لنا ويفرض نفسه علينا ؟؟ في الصحف في الإذاعة وفي التلفزة ، في كل يوم وكل ساعة وكل حين ، وما لنا منه مفر

Sunday, January 14, 2007

ما المشكلة إن ماتوا أو متنا ؟؟؟

ما المشكلة في أن يموت منا ، بردا ، نحن المغاربة اثنا عشر طفلا ، أو ثلاثين طفلا أو أكثر أو أقل ؟ ما المشكلة في ذلك ؟ وهل هي المرة الأولى ؟ وهل ستكون الأخيرة ؟ بالتأكيد لا .

ما عسى حكومتنا أن تفعل ؟ وما حيلتها ما دام البرد هو الجاني ؟ وهل لها يا ترى أن تعاند الأقدار ؟ فالبرد قدر والقيظ قدر والمرض قدر وحوادث المرور قدر و ارتفاع الأسعار قدر و الضرائب قدر والفقر والجوع والبطالة وسوء الإدارة والفساد والرشوة ونهب المال العام والتسلط والمحسوبية قدر ..... كلها أقدار في بلادنا لا حيلة لأحد تجاهها ولا مقدرة لأحد على مواجهتها أو الحد منها . وأمام الأقدار ليس لنا إلا الإذعان .

حتى عدم التحقيق في مسألة وفاة الأطفال المساكين ، لتحديد الأسباب والظروف والملابسات وضبط الأرقام ، وللحد من البلبلة التي تسود وتضارب الأقاويل الذي شاع بين من يدعي بوجود فيروس ما قد يكون فيروس انفلونزا الطيور أو سواه ، وبين من يدعي بأن الأمر لا يخرج بأي حال عن حدود المعقول والمقبول في مثل هذا الوقت من السنة ومثل تلك الأماكن النائية المثلجة التي تفتقر لأبسط ظروف العيش الكريم ؟؟؟ حتى عدم التحقيق أو التحقق يا سادة هو أيضا قدر لا يرد ؟؟ وتلك الظروف القاسية التي يحيى في ظلها هؤلاء الناس قدر ؟؟؟ كما الفيروس قدر والثلج قدر ؟؟

وكما يقول البسطاء من هذا الشعب .. لنا الله ..

Friday, January 12, 2007

حـــيرة ؟؟؟

.... و التقينا

بعد أن طال الغيابْ

بعد أن رحلتُ

و رحلتِ

و سُنونٌ عبرتْ

لقد حان وقت الإيابْ

أتيتكِ

غسلتني غربتي

أتيتكِ

نقيا كالوليدْ

و اندفعتُ إليكِ كأنفاسي

كدمائي المنسابةِ في الوريدْ

لهفةُ الأشواق لملمتها

و جئتكِ

بلهفة البعيد للبعيدْ

حططتُ قربكِ

فحطتْ في نفسي سكينه

و كأنكِ وطني

حين أنئآ عنهُ

يغزوني اغترابْ

و يحول بيني و بين نفسي

ألف ستار وألف حجابْ

وكأنكِ لغزي الذي

لستُ أفهمه

شوقٌ في البعاد

و حيرةٌ تزدادُ

حين نزداد اقترابْ

الطيب

Tuesday, January 09, 2007

شتان بين اليوم والبارحة

بالأمس وأثناء المفاوضات التي كانت تجري ، بوساطة سعودية بين العراق والكويت ، تطاول سعد العبد الله ، ولي العهد الكويتي حينذاك ، في سياق حديثه على نساء العراق في محاولة منه لتحقير العراقيين ، قائلا إنه بعشرة دنانير يستطيع المرء شراء شرف العراقية ؟؟ وما كان صدام حسين بالذي يقبل مهانة كهذه لبلده ولبناتها فحرك جيشه مقتحما الكويت نصرة لشرف العراقيات ، ضاربا للجميع المثل في كيف تكون الحمية ورد الإهانة ولو كانت كلمة . وهذه واقعة بلغت علم الجميع على ما أعتقد بعد كل تلك السنوات ، رغم محاولات التعتيم عليها ... أما اليوم فهاهم حكام العراق الجدد ، الأبناء غير الشرعيين لبوش والغرب ، يقيمون لجنود الاحتلال حفلات راقصة مخجلة يعرضون من خلالها عليهم أجساد بناتهم بكل الاعتزاز والافتخار ؟؟؟؟ لعل رضاهم عليهم يكتمل .. ولن يكتمل أبدا .. وأعتذر مسبقا عن بعض ما قد تحتويه هذه الصور من مشاهد لا تليق .. لكنني أحببت أن أشرككم معي في رؤيتها ..


بناء على مناشدة الصديقة المدونة نزهة قمت بحذف الصور التي كنت قد نشرت .. ولكن وحتى أحتفظ لجميع من يصرون على رؤيتها بحقهم في ذلك أترك لهم الوصلة المنفذة اليها في موقع داعم للمقاومة العراقية

http://www.aliraqnews.com/modules/news/article.php?storyid=17252

Monday, January 08, 2007

سيناريو إلهي


سيناريو الآهي

· المشهد 1

صورة !!!!!

مرتْ ذات يوم

بين كفايَ

قسماتها رقيقات

حروفها انيقات

سكنتْ في الذهن

وما برحتْ

مذ ذاك بالي وعينايَ

· المشهد 2

تلك الانامل

لم تصافح اناملي يوما

ولا عانقتْ ابدا يدايَ

ونسائم عطرك الهائمات ما اقتحمتْ

سراديب انفاسي

ولا طوقتُ حنايايَ

وما ضممتُ يوما بكفي

شعرك ولا خدك ولا قدك

لا فزتُ يوما بلقياك

ولا خبرتِ

كيف يكون لقيايَ

كنتِ بعيدة في المكان

كنتِ بعيدة في الزمان

كنتِ في دنيا

غير دنيايَ

فكيف بربِكِ في لحظة

غدوتِ الحبيبة

و غدا حبك

سر مَحْيايَ

وكيف سكنتِ انفاسيْ

وكيف ملكتِ احساسيْ

وصرت هوائيْ

وهوايَ

· الخلاصة

القلب .. حين رآكِ

مال وانحازَ

ما توخى في ميله حذرا

ولا حيطة

ولا توخى حين مالَ احترازا

أَحبكِ

والحب جوابه

فلا تسألي كيف ولا متى

ولا تَساءلي يوماً لماذا

الحب قدر نحن لا نبرره

وهل تعرف الاقدارُ

إلا النفاذ َ؟؟

الطيب

Sunday, January 07, 2007

الموت .. الموت لأمريكا

ألموت .. الموت لأمريكا

في واحد من التجمعات الخاصة بالمهتمين بالميدان الزراعي ، ويستضيفها الموقع الرئيسي ياهوو تحت اسم tech_agro@yahoogroupes.f بادرت إحدى المشاركات عشية اغتيال ( لا إعدام ) الرئيس العراقي صدام حسين بنشر نص رسالته الأخيرة التي وجهها للأمة العربية والعالم الإسلامي بعد علمه باقتراب تنفيذ حكم اغتياله ،وقد نشرتها مترجمة إلى اللغة الفرنسية باعتبار أن لغة الموقع الفرنسية ..

تباينت ردود فعل المشتركين في ذلك الموقع ، وجلهم من الأطر والكوادر المتخصصة في الميدان الزراعي ، بعد أن نشرت الرسالة بين ممتدح شاكر للناشرة ، ومتأسف على إعدام صدام حسين ، وبين من لم يعر الأمر اهتماما ، وبين قلة أبدت انفعالا شديدا ، وتبرما غريبا من نشر الرسالة ؟؟؟ بل تمادى احدهم مدعيا بأنه كأمازيغي لا يعنيه صدام في شيء ولا العرب ولا العروبة ؟؟ ورأى أنه ما كان ينبغي نشر رسالة كهذه في هذا الموقع ؟؟ وأطنب في تأكيد وجهة نظره تلك ؟؟ ولا أخفي دهشتي من كلام كهذا ، ومن نبرة كهذه ، تصدر عمن يفترض فيه الثقافة والعلم واتساع الأفق ، لكنه لم يبد ولم يعكس إلا ضيقا لا متناهيا في أفقه ، وعنصرية تزكم رائحتها الكريهة الأنوف ؟؟ فكثيرون هم من أفصحوا عن معارضتهم واختلافهم مع صدام لكنهم لم يقرنوا ذلك بتوجهاته العروبية ولم يجاهروا بمعاداتهم للعرب أو للعروبة .

تأملت طويلا ما عبر عنه ذلك الشخص الذي كنت أتمنى أن أصور مقالته لأضعها أمام أعين القراء ، وخشيت أن يكون له أشباه كثر في هذا البلد الطيب ، الذي ما انغمس أبدا يوما ، طوال تاريخه الذي مضى ، في ترهات كهذه إن كانت تنم عن شيء فإنما تنم عن التحجر والتكلس ورفض الأخر وعن فاشية ما بعدها فاشية .

إلا أن المظاهرة التي اجتاحت شوارع مدينة الدار البيضاء هذا الصباح منددة باغتيال صدام حسين ، ومعادية للغطرسة الأمريكية التي فاقت كل تصور ، وتخطت كل حد ، خففت من وجلي ، وهدأت من انفعالي ، وأعادت لي ثقة أبيت أن أتخلى عنها في أن هذا الشعب ، طيب الأعراق ، لا يلتفت كثيرا ولا يصغي طويلا لمثل تلك الأصوات التي تكدر صفو أسماعنا بين الفينة والأخرى . فقد توحد في هذه المظاهرة ، وكما هي عادتنا ، العربي بالامازيغي ، والأبيض بالأسود ، وابن المدينة بابن البادية ، والمرأة بالرجل ، والطفل بالراشد ، والمثقف بالأمي .. وخرجوا كلهم وهم يعلمون تماما عدوهم الحقيقي ، ينددون به ويرفعون أصواتهم متناغمة بالهتاف ضده " الموت .. الموت لأمريكا " وكم كنت أحبذ لو أن الهتاف تحول إلى " الموت .. الموت لبوش " فهو سبب الكوارث والحروب والألأم التي نعاني ويلاتها في وطنينا العربي والإسلامي ، أما أمريكا البلد ففيه الطيب وفيه الشرير، كما فيه الصالح وفيه الطالح .

هذه النبرات التي تتنامى وتنتهي إلى أسماعنا من وقت لآخر أتمنى أن تخرس ، وهذه النعرات القبلية العنصرية التي غدا البعض يتجرأ بالبوح بها ، بعد أن كانت لا تكاد تسمع أو كانت حبيسة عقولهم المختلة ، يجب أن تتراجع فتقبع في جحورها المظلمة .. إذ لا مجال للتمييز أو الفرز بين عناصر هذا الشعب ، ولا مجال للتفريق بين بنيه لا استنادا على عرق ولا لون ، فالكل واحد ، والبلد واحد والمصير واحد .

هذه المظاهرة هي الأكبر ، في إطار هذا الحدث ، عربيا وربما إسلاميا ، وهي تؤكد حضور المغاربة وانتمائهم وتفاعلهم على صعيد الوطن العربي ، وهي تؤكد مجددا أن مشاعر المغاربة في اتجاه ، وردة فعل حكومتهم في اتجاه آخر معاكس ؟؟؟

Friday, January 05, 2007

بوح


بََََوْحٌ

ها قد نطقتِِِِِ

بكل ما فيكي

وبُُُحتِِِِِ

واسهبتِِِِ في البوح حتى

شح الكلام

وبات عصيا يجافيكي

والصوت تخافت وقعه

تهدج

اذ كل اللسان في فيكي

ها انت بحتِِِِ

حتى اكتفى البوحُُ

ان كان البوح يكفيكي

و انتقيتِِِِ ما شئتِِِِ من كلم

ورسمتِِِِِ من المعاني

ما يواتيكي

لعل ما بحتِِِِِ به كفى

و ما انتقيتِِِِِ من المعاني شفى

يشفي النفس ويشفيكي

ان كنتُُُُ ظالما

لا تجزعي

فالله عدل يكافيكي

يضيرني بجوري

إن أنا جُُرتُُُه

ويبريكي منه حتما

يعافيكي