Tuesday, September 12, 2006

خطوة مشكورة

خطوة مشكورة

أن يذاع للعلن أن مدير أمن القصور الملكية بالمغرب قد تم إيقافه عن العمل لاحتمال تورطه في أنشطة تهريبية بعد ورود اسمه متهما في تحقيقات يجريها الدرك الملكي المغربي مع المدعو محمد خراز أحد كبار مهربي المخدرات والذي القي القبض عليه مؤخرا ، حينما كان ذلك المدير مسؤولا أمنيا كبيرا بمدينة طنجة المغربية منذ بضع سنوات ، وأن التحقيقات اللازمة تجرى معه الآن لاستبيان حقيقة الأمر . أن يذاع الأمر ويعلن بالشكل الذي تم ، خطوة أحييها وأقدرها وأشكر الملك المغربي أن أقدم عليها رغم حساسية الأمر ، وكان بالإمكان أن يمرر الأمر دون أن يشير إليه أحد كما ألفنا في عالمنا المتخلف ، وهي خطوة أتمنى أن تأخذ مداها لتصل حتى النهاية ، فيتحقق العدل والقانون ، وهي خطوة أتمنى أن تتلوها خطوات وخطوات وخطوات مشابهة إن أردنا فعلا القضاء على الفساد والمفسدين الذين انتشروا وعاثوا فسادا في المغرب البلد الطيب كما حلا لهم ونهبوه واستولوا على خيراته دون رحمة ، هي خطوة أهم ما فيها أنها جاءت من الملك شخصيا معلنة بصراحة وجلاء أنه لا حماية ولا غطاء لأي كان إن ضل أو انحرف مهما كان موقعه ، وهو ما سيجعل أطراف مسؤولين كثر ترتعد خوفا وخشية من أن يطالهم ما طال السيد المذكور .

وكما فتح هذا الملف واستتبعه إيقاف إثنى عشر مسؤولا أمنيا وردت أسماؤهم في التحقيق ، أتمنى أن تفتح كل الملفات الأخرى التي تستجد ، وأن تسلط عليها أضواء الإعلام بكثافة في مراحلها المختلفة إلى أن ينطق الحكم فيها ويتحقق مبدأ أن القانون هو السيد ولا سيد على القانون ما دمنا نتغنى على الدوام بشعار دولة الحق والقانون .

الطيب

رأيهم في حربهم على الارهاب

الحرب على الارهاب - مشهد منها


مشهد من مشاهد حرب أمريكا على الارهاب في العراق ؟

عقدة الحادي عشر

عقدة الحادي عشر

ها هو الحادي عشر من سبتمبر يعود مرة أخرى ، وها هي وسائل الإعلام المختلفة تستنفر و تنهال على أذاننا وأبصارنا بمواد وأفلام ومقابلات وحوارات عن ذلك اليوم المشهود الذي ذلت فيه الإدارة الأمريكية في عقر دارها ، على مرءا ومسمع من كل شعوب الأرض ، وهي التي كانت ولا تزال المتسلطة المتجبرة.

كان يوما فارقا في التاريخ الحديث استتبعته أحداث ضخمة في حجمها ونتائجها ، وقد هرولت دولنا كعادتها لتحاول بشتى الطرق والسبل لأن تسجل وتؤكد وتثبت بأننا ضد قتل الأبرياء وضد إرهابهم وترويعهم حتى قبل أن يطالنا أي اتهام ، وطالبت على استحياء بأن يرأف الغرب بحالنا . لكنها كالعادة أيضا لم تحسن اختيار لا الوسيلة ولا الطريقة ، ورغم كل ما فعلته فلا نحن تخلصنا من تهمة دمغنا بها زورا ، ولا نحن أقنعناهم بكف أذاهم عنا وعن شعوبنا . ما قلناه لم يسمع ، وما سكبناه من كبرياء وكرامة و ما لحق بنا من مهانة واهانة ذهب سدا ، ولم نجن سوى مهانة أكبر وإهانة أكثر بفضل السياسة الرشيدة والساسة الراشدون الذين فشلوا كما يفشلون دوما .

بعد مضي خمس سنوات على الحادثة ، وبعد ما قدمناه من خضوع واسترضاء ، واستضافة للجيوش ، ودعم مادي قدر بملايير الدولارات ، تزايد العداء وتنامت الكراهية واستباح الغرب ما تبقى له من محرماتنا حتى عدنا بلا محرمات . أفغانستان احتلت ، والعراق دمر ، و فلسطين محاصرة معزولة تعاني الجوع والتقتيل والدمار ، وهاهي لبنان و سوريا وإيران تعاني ما تعانيه وتنتظر ما سيكون ، وهاهم العرب تفرقوا شيعا بل تفتتوا كل يطلب ود الغرب وإن كان على حساب الأخوة الاشقاء ؟ وها نحن كما نحن دوما نتفرج ، ونتابع ، ونشاهد مكممين بهذه الذكرى وما صار فيها نعاني عقدة الحادي عشر من سبتمبر ؟ وبتنا مستعدين للصمت وللتغاضي عن كل حق تبقى لنا لعلنا ننفي بذلك عن أنفسنا تهمة الإرهاب .

وإذا كان هذا التاريخ ، وكانت هذه الحادثة ، هي ما شرع وأعلن ما أسموه الحرب على الإرهاب ، وإذا كان هذا الإرهاب وصمة لم تطل سوانا ؟ وإذا كان الإرهاب لملم بين طياته حسبما قرروا الجهاد والمقاومة والاستشهاد وكل ما يمكن أن يلملمه ، فإن الحرب ضد الإرهاب غدت اليوم إرهابا مضاعفا لا تمارسه جماعات بل دول عظمى وصغرى . وإذا كان الإرهاب أدمى الآلاف وقتل المئات ، فإن الحرب ضد الإرهاب أدمت مئات الألوف ، وقتلت عشرات الألوف جلهم أيضا من الاطفال والنساء والعجائز ، ودمرت مدنا وقرى على رؤوس أهلها وأعادت دولا عشرات السنين إلى الوراء .

الطيب