Sunday, December 10, 2006

الرجل الحر ذو الأنفة


هل من حقي أن أتمعن وأتفحص ، وأناقش وأبدي الرأي في المسألة البربرية ، أو الأمازيغية كما يحلو للبعض أن يطلق عليها ؟ وأنا العربي غير المنتمي للبربر ؟ ولو فعلت فهل سيكون رأيي مرحبا به مقبولا متفهما ؟ أم سيقابل بريبة وتربص ، أو برفض وعداء ؟ أمن حقي أن أستغرب هذه الظاهرة التي باتت تتنامى يوما بعد يوم وتتصاعد ، حتى غدت حركة منظمة متشعبة ليس على مستوى المغرب فقط بل على مستوى دول متعددة ، مع اتخاذها للأراضي الفرنسية قاعدة تنطلق منها بين الفينة والأخرى تصريحات وبيانات ومقررات تصدر عن اجتماعات تتوالى لا نعلم من يمولها ومن يؤطرها ويبرمجها ؟ لقد أخذت هذه التحركات منحا تصاعديا وحدة في اللهجة وفي النبرة وصلت إلى درجة من درجات العدوانية والعصبية ؟ وكأن هناك من يحركها ويخطط لها ويدعمها ماديا وإعلاميا وربما سياسيا ؟ أمن حقي أن أندهش من الكلام الذي بات يطلقه بعض منظري هذه الحركة بعد أن وصلوا في تصريحاتهم إلى مرتبة التطرف والغلو وكأنهم لا يعون ما يقولون ، أو لا يقدرون وقع أقوالهم ؟ وهل من حقي أن أبدي رأيا في هذه الأحرف التي اختاروها أحرفا للهجة الأمازيغية وفي أن أعتقد جازما بأنها لهجة يسعى البعض لأن يضعها في مصاف اللغات ؟ هل من حقي أن أبدي تخوفا من أن يقابل التطرف في الرأي بتطرف في الرأي من الجهة المقابلة ؟ وهل من حقي أن أبدي تخوفا على وحدة هذا المجتمع من هذه المحاولات المصرة على فرزه وتصنيفه فكريا واجتماعيا وإعلاميا وتعليميا ، بعد أن كان الإسلام قد صهره وجعل منه لحمة واحدة متجانسة ومتداخلة .

السؤال طويل ويطول أكثر لو تركت له المجال لذلك ، في الوقت الذي تفي فيه أحرف ثلاثة بالجواب وهي ... نعم ... بكل تأكيد من حقي كل ذلك وأكثر ، وإن أبى البعض ، أو اعترض البعض ، أو امتعض البعض ، من حقي أن أناقش كل ما يموج به المجتمع الذي أنتمي له ، وأن يكون لي فيه رأي ومنه موقف أصرح به حين أريد ووقت أشاء وبالطريقة التي أشاء . وسوف أفعل لاحقا بإذن الله .

لو سأل البعض ما العلاقة بين موضوع هذا المقال وبين عنوانه " الرجل الحر " أقول له إن معنى أمازيغ كما يترجمها الامازيغ هو " الرجل الحر ، أو الرجل ذو الأنفة " ؟ .