Tuesday, April 17, 2007

ثوري

ثوري

إن شئت أن تثوري

فلن أمنعكْ

واغضبي

لو شئت أن تغضبي

فما عدت أنوي أن أقمعكْ

واصرخي رعداً

كيف شئت

لن يهمس صوتي صوتاً

ولن أصغي إليك ولن أسمعكْ

ثوري

إن شئت أن تثوري

وتمادي في عنادكْ

وأضيفي هفوة أخرى

فوق ذاك الركام من هفواتكْ

وانصبي حراباً

كيف شئت

وارمي سهاماًًًً

أين شئت

لم تعد تؤذي حرابك وإن غرستها

وما عادت تدمي

سنان سهامك

حطمي الأحاسيس لو بقيتْ

ومزقي فتات المشاعرْ

واخلعي ثوب الأنوثةِ

ونحِهِ

واكتسي ثوب الكواسرْ

وارقبي يوماً

حياتك يوماً

خسائرٌ

خسائرٌ

خسائرْ ؟


*********


ثم ثوري لوشئتِ

لن أمنعكْ

واغضبي إن شئت

فلستُ أنوي أن أقمعكْ

كَلََََََّ العقل معكْ

كَلَّ اللسان معكْ

وكَلَّ الصوت يُدَوّي

وما بلغ يوماً مسمعكْ


الطيب

Tuesday, April 10, 2007

هذيان قد لا يعني أحد ؟؟ حنين 4


كنت دوما ممن يطربون للموسيقى ، وممن يلجأون إليها حين يشوب صفو مزاجهم التعكير أو التكدير ، لكنني لم أكن يوما ممن يتمايلون ويتأرجحون ويفقدون كثيرا من عقلهم ورزانتهم عندما يطربون ، و كنت استاء ممن يجنحون إلى ذلك من أصدقاء أو أغراب ؟؟ وقد قدر لي اليوم الاستمتاع بالفرجة على مطربين يتبارون في هز الوسط والمؤخرة والأرداف ، حتى أنهم تفوقوا على الراقصات المحترفات في الهز، وأصبحت استسيغ رؤِية الرقص الشرقي الذي تؤديه امرأة ولم أكن في يوم أعتبره فنا أو أرى فيه ما يستحق الرؤية والنظر ، لكن موجة الهز الرجالي التي اجتاحتنا مؤخرا جعلتني أقبل بأهون الشرين .

زمان .. لما كنا زغيرين كما تقول الأغنية ؟؟ كنا ننتقي ما نسمع فلم تكن المطربات ولا المطربين بهذا العدد، ولم نكن قد تقدمنا في هذا المجال إلى درجة أن بات لكل مواطن مطرب ومطربة ولكل مواطن راقص وراقصة ، وهو تقدم لا ينكره إلا جاحد بانجازات دولنا وحكوماتنا العربية التي استطاعت ان تحقق في هذا المجال ما لم يستطع تحقيقه الغرب ؟؟

وقتذاك كان كل منا يختار مطربا يستمع إليه يستسيغ صوته أو طريقة غناءه أو ألحانه وكنا نتبارى فيمن يقنع الآخرين بأنه صاحب الاختيار الأصوب والأذن الأكثر موسيقية من الآخرين .

كنت حينها ولا أزال محبا للموسيقار فريد الأطرش مستمعا إلى محمد عبد الوهاب وآخرين سواه ونافرا من عبد الحليم وأم كلثوم ؟؟ كان عمهم بالنسبة لي فريد كما يقول أخوتنا المصريين وقد استطعت أن أجمع كل ما غنا وكل ما مثل وكثيرا من حفلاته الخاصة على اختلافها ، ومنها على سبيل المثال حفلته التي أحياها في زفاف الملك حسين ملك الأردن السابق وهي حفلة نادرة أعتز باقتنائها..

وقتذاك ، وحتى اليوم ، كنت معجبا بمطرب آخر من نمط مختلف ومتميز اقتسم محبتي لفريد وهو الشيخ إمام عيسى وشهرته الشيخ إمام ؟؟ كان الشيخ إمام حالة خاصة ونكهة خاصة لم تجد مصر بمثلها ولن تجود على ما يبدو كان مصريا حتى النخاع وعربيا حتى النفس الأخير كان شيخا حافظا للقرآن وقارئا له لسنوات وانقلب مطربا تتلمذ على يدي الشيخ زكريا أحمد وعلم الشيخ سيد مكاوي لكنه كان مقاتلا محاربا يخرج من معتقل ليدخل آخر لم تمنعه ظلمة عينيه ولا عتمة حياته التي لازمته منذ الشهر الثاني لولادته عن محاربة كل طاغية وأي طاغية ، لم تمنعه عن أن يصرخ بالصوت عاليا حتى آخر همسة . كنا نرى فيه الناطق باسم الطلبة الذين كنا نحن هم وباسم العمال الكادحين وباسم الفلاحين وباسم كل المطحونين ، كانت تهتز له مسارح باريس ولندن ومدريد وليبيا وسوريا والجزائر واليمن والعراق وكل دولة استقبلته ، ولم تكن المغرب من بينهم فقد رفضته ؟؟ فمثله لم يكن ممكنا وقتها أن يقبل هنا ؟؟

في تلك السنوات العاصفة التي سبقت اغتيال السادات كانت أغنيات الشيخ إمام كالمنشورات المحظورة ، فقد كانت أغانيه ممنوعة وصوته ممنوع وحتى ذكر اسمه كان ممنوعا يجر عليك إن نطقت به من المتاعب ما أنت في غنى عنه ؟؟ لكننا رغم ذلك كنا نسمعه ونطرب له ونعجب به ونردد ما يقول من شرفت يا نكسون بابا إلى إتجمعوا العشاق في سجن القلعة إلى أبوح وجيفارا وهوشي منه ومصر يا بهية وحاحا وجيسكار ديستان إلى آخر القائمة .

كان إمام معجونا بتراب مصر وماء العروبة نحيلا كرس حياته لهدف أخلص له وكان معه رفيق أحمد فؤاد نجم فكونا ثنائيا أبهرنا وأمتعنا وأطربنا سنوات طوال حتى دب العياء في جسد نجم فقرر الانسحاب ليظل إمام مثابرا مناضلا حتى وفاته .

أحيي روحه ، وكم أنا محتاج للاستماع إليه هذه الأيام ، وهو ما أفعله ، لأشحذ الهمة وأرفع المعنويات وأشعر بعروبتي وعلو هامتي في زمن انكسر فيه الرجال إن كان قد تبقى هناك رجال ؟؟

الطيب

لمن لم يستمع إلى أغاني إمام هاكم كلمات أغية من أشهر أغنياته :

اتجمعوا العشاق

اتجمعوا العشاق في سجن القلعة ... اتجمعوا العشاق في باب الخلق

و الشمس غنوة من الزنازن طالعة .. و مصر غنوة مفرعة في الحلق

تجمعوا العشاق بالزنزانة .... مهما يطول السجن مهما القهر

مهما يزيد الفجر بالسجانة .. مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر

...............

تجمعوا و العشق نار في الدم ..... نار تحرق الجوع و الدموع و الهم

نار تشتعل لما القدم ينضم .... لما الايادي تفور في لم اللحم

و اللحم متنتور في رملة سينا .... و الكدب بيحجز على أيادينا

قدم العدو غارسة في لحم ترابي ... و الكدب عشش مخبرين على بابي

و المخبرين خارجين كلاب سعرانة ... بيجمعوا العشاق في الزنزانة

...............

مصر النهار يطلقنا في الميادين .. مصر البكا .. مصر الغنا و الطين

مصر الشموس الهالة من الزنزانين .. هالة و طارحة بدمنا بسا تين

مصر الجناين طرحة مين يقطفها .. مصر الجناين للي يرفع سيفها

مهما يطول السجن مهما القهر .. مهما يزيد الفجر بالسجانة

مين اللي يقدر ساعة يحبس مصر

Friday, April 06, 2007

أما من موقظ لهؤلاء النيام


قبل أن ألتفت نحو الحديث عن المرأة المغربية وعلاقتها بالرجل ، بعد أن تناولت مسرعا علاقة الرجل المغربي بالمرأة ، أراني ملزما ما دمت في هذا المقام بأن أتحدث عن أمر ما كنت لأحب حتى الإشارة إليه لولا أني أراه من الأهمية بحيث لا يمكن أن أغفله كما هو دأب الآخرين .

لكم يؤسفني ، بل ويؤذيني ، ذلك الانطباع الذي تكون وشاع عن المرأة المغربية خارج حدود المغرب ، كم هو جارح أن تتشكل صورتها على النحو الذي تشكلت عليه ، حتى غدت صورة مشوهة مشبوهة تشوبها كثير من الشوائب ، قد يكون القليل منها عن حق لكن الجزء الغالب منها عن غير ذلك . وهي صورة سمحت لدولة كالأردن أن تمنع محامية مغربية محترمة من دخول عمان بدعوى أنها لم تستكمل عامها السادس والثلاثين وهو شرط الحصول على سمة الدخول إلى جنة الأردن .. عفوا أقصد دويلة الأردن ؟؟؟ وهي ذات الصورة التي سمحت كما كان قد أشيع لدولة كموريتانيا أن تتجرأ فتطالب من ترغب في زيارتها من النساء المغربيات بتقديم شهادة تثبت عذريتها ؟؟؟ ودفعت كذلك بدولة كلبنان إلى أن تتشدد في منح التأشيرات إلى المغربيات تشددا يداني المنع ؟؟ حتى لبنان يا عباد الله ؟؟؟ وأذكر هنا أن تونس ومصر ولبنان ذاتها كانت قد سبقتنا في معاناة مثل هذه الشبهات لكنها تمكنت بحكمة من القائمين على أمورها في أن تحجم المسألة وتصحح وتصفي ما أصاب صورتها من شبهات وتشوهات .

كم هو مؤسف أن أضطر إلى الكتابة عن أمر كهذا ، وكم أجدها ثقيلة تلك الكلمات التي أستعين بها لإيصال فكرتي ؟؟ رغم علمي المسبق ، وعن قرب لا عن بعد ، بما يوجد في كل من الأردن ولبنان وحتى موريتانيا من الموبقات و من الفساد الذي لن تضيف إليه مزيدا أي جحافل من النساء أتت ، سواء من المغرب أو من المشرق ؟؟ لكن الفارق أننا هنا في المغرب نكشف عيوبنا وأمراضنا الاجتماعية ، نتحدث عنها ونواجهها ، على عكس ما يفعل الآخرون ، الذين يتعاموا عما ابتلوا به ويتسلون بما يسمعون عن الآخرين .

وإن كنت أسلم بضرورة وأهمية العمل على رصد الأسباب التي أوصلتنا إلى أن نصبح جزءا من صورة مشبوهة مشينة كهذه ، وكذلك أهمية إبراز دور المرأة المغربية في رسم هذه الصورة وعلاج كل ذلك ، أرى أن الأهم من كل ذلك المهم التساؤل ورصد ما قامت به الحكومة المغربية في مواجهة كل هذا حتى وإن كان محض افتراء على تلك الدول وهو ليس كذلك ؟

التجاهل التام ، والصمت المطبق ، هو كل ما بادرت به الحكومة الهمامة في مواجهة تلك الإهانات التي لحقت بنساء المغرب ، وبرجالها بالتبعية ، بل وباسم المغرب ذاته كدولة وككيان كحاضر وتاريخ ؟؟ فقد أصبح اسم المغرب يقترن بالذعارة والسياحة الجنسية ؟؟ وكأن هذه الحكومة لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم ؟؟ أو كأنها موزمبيقية الهوية أو قادمة من الاسكيمو تجمدت أحاسيسها ؟؟ فما بادرت باحتجاج ولا باستنكار ولا حتى باستفسار أو بتعليق أو بتفسير عما جرى ؟؟ وكأن تلك النسوة أيتام في دار اللئام لا سند لهن ولا من ينبري للدفاع عنهن ، أو رفع الحيف عن كاهلهن ؟؟ وهل يعقل بحال أن تتسبب قلة لا تذكر نسلم بوجودها ، مهما قل أو ارتفع عددها حالنا في ذلك حال كل دول الدنيا ، في الإساءة لكل نساء المغرب اللآئي تستطعن أن تعلمن الآخرين في تلك الدويلات ما يغيب عنهم من معاني الشرف والعفة لا أن يكن مضغة تلوكها أفواههم الكريهة .

وإذا كانت فئة من المنحرفات كن قد استطعن السفر إلى تلك البلاد أو يسر لهن ذلك ، لست أدري ؟ فأسأن وكان حقا عليهن العقاب فمن حقي أن أتساءل أين كانت أجهزة الحكومة الموقرة حينذاك ؟ وما بالها لم ترصد الأمر ولها من أجهزة الرصد والتعقب والتحري ما لها ؟ أم أن هذا الأمر أتفه من أن ترصده وتعتني به ؟ ولماذا يصعب على الإنسان العادي الحصول على سمات السفرإلى تلك الدول فيما هو يسير سهل على من سافرن ؟ وهل لتلك الأجهزة الأمنية ذاتها دور في الأمر ؟ وهل هناك مافيا تتاجر تحت مرأى ومسمع من بعض المسؤولين ؟ وإذا كان هؤلاء المسؤولين فوجئوا بما حدث ألم يكن بوسعهم استدراك الأمر وعلاجه في بدايته قبل أن تلوك سمعتنا الألسن ؟ أليس في هذه الحكومات المتوالية أناس غيورين على سمعة بلادهم ينتفضون حين تمس ويهتزون حين تهان ؟ يقتلني هذا السبات الذي نراه ، وهذا الموات الذي نحياه ، ويا ليتهم يعتبرون هذا الأمر إرهابا حتى ترتعد كل الفرائص ويهبون لمداواته ؟؟ ألهذا الحد الأمر هين ؟؟

شتان بين هذا التخاذل وهذه السلبية الفاقعة ألوانها وبين ذلك الاحترام الجم الذي كان يبديه شخص لست أنكر إعجابي به حتى بعد رحيله ، صدام حسين ، مع نساء العراق فلم يكن لينعتهن يوما إلا بالماجدات العراقيات ؟ وهو الذي كان ، كما سبق وكتبت ، قد اجتاح دولة الكويت كلها ثأرا للماجدات حين سمع على لسان سعد الصباح ولي العهد الكويتي حينئذ بأنه يستطيع شراء شرف العراقيات بعشرة دنانير فقط ؟؟

أتساءل في المقابل : ترى ما الصفة التي يطلقها المسؤولون المبجلين لدينا عن نساء المغرب ؟ ربما " لعيالات " ؟؟ لايبدو لي أن حكومتنا الموقرة بفاعلة شيئا إزاء ذلك إلا السكوت ؟؟ فلديها في أجندتها ما هو أهم من هذه التفاهات ؟ حكومة أدمنت الرقاد كما هو برلمان الأمة الذي لا يكاد يفعل شيئا ؟؟ إلا الرقاد أيضا ؟؟ أما من موقظ لهؤلاء النيام ؟؟

ويبقى الأمل معقودا في أن تكون لملك البلاد كلمة بعدما صمت الجميع ..

الطيب