ما المشكلة في أن يموت منا ، بردا ، نحن المغاربة اثنا عشر طفلا ، أو ثلاثين طفلا أو أكثر أو أقل ؟ ما المشكلة في ذلك ؟ وهل هي المرة الأولى ؟ وهل ستكون الأخيرة ؟ بالتأكيد لا .
ما عسى حكومتنا أن تفعل ؟ وما حيلتها ما دام البرد هو الجاني ؟ وهل لها يا ترى أن تعاند الأقدار ؟ فالبرد قدر والقيظ قدر والمرض قدر وحوادث المرور قدر و ارتفاع الأسعار قدر و الضرائب قدر والفقر والجوع والبطالة وسوء الإدارة والفساد والرشوة ونهب المال العام والتسلط والمحسوبية قدر ..... كلها أقدار في بلادنا لا حيلة لأحد تجاهها ولا مقدرة لأحد على مواجهتها أو الحد منها . وأمام الأقدار ليس لنا إلا الإذعان .
حتى عدم التحقيق في مسألة وفاة الأطفال المساكين ، لتحديد الأسباب والظروف والملابسات وضبط الأرقام ، وللحد من البلبلة التي تسود وتضارب الأقاويل الذي شاع بين من يدعي بوجود فيروس ما قد يكون فيروس انفلونزا الطيور أو سواه ، وبين من يدعي بأن الأمر لا يخرج بأي حال عن حدود المعقول والمقبول في مثل هذا الوقت من السنة ومثل تلك الأماكن النائية المثلجة التي تفتقر لأبسط ظروف العيش الكريم ؟؟؟ حتى عدم التحقيق أو التحقق يا سادة هو أيضا قدر لا يرد ؟؟ وتلك الظروف القاسية التي يحيى في ظلها هؤلاء الناس قدر ؟؟؟ كما الفيروس قدر والثلج قدر ؟؟
وكما يقول البسطاء من هذا الشعب .. لنا الله ..