المدونون المصريون
استطاع المدونون المصريون أن يضعوا بصمتهم وأن يضفوا طابعهم على ركن مهم من عالم التدوين العربي ، ليس لأسباب تقنية ، إنما لكونهم أعطوا مدوناتهم نكهة خاصة بهم محببة للجميع ، أهم ما ساعدهم على خلقها لهجتهم العامية المصرية التي أجادوا تسخيرها واستخدامها ، وهي لهجة غدت منذ زمن مفهومة للمستمع وللقارئ العربي باختلاف انتماءاته الجغرافي ، وقد ساعد على فهمها وانتشارها بطبيعة الحال الدراما والأغاني المصرية التي كانت تتسيد الساحة بمفردها في حقبة طويلة من الزمن . وهو مشهد يتكرر الآن مع الدراما التلفزيونية السورية التي بدأت تنشر لهجة بلاد الشام على نطاق واسع في أرجاء الوطن العربي .
والحقيقة أنني اغبط زملائي المدونين المصريين على هذه الأداة التي يملكونها ولا أملكها ؟ و التي تيسر لهم تدوينهم وتجعل مدوناتهم تكتسي حلة مصرية لا يخطئها ذو نظر ، وتنقل بين سطورها خفة الدم المصرية والتعليقات اللاذعة التي تفيد العمل أحيانا كثيرة . لا أملك هذه الأداة لأن اللهجة المغربية لم يسعفها بعد الحظ لا بدراما تروجها ولا بأغاني تنشرها ، إلا النزر اليسير الذي شاع من الأغاني وعم لكن حجمه لم يكن بالقدر الذي يسمح له بأن يكون مؤثرا . وكم كنت أتمنى لو أجاري المدونين المصريين في تسخير لهجتهم لصالح التدوين باعتباري ممن يجيدون تلك اللهجة ( بحكم اقامتي لسنوات بمصر ) وممن عركوها وعركتهم ، إلى الحد الذي جعل آثارها تلازمني إلى يومنا هذا ، إذ لا تزال تفرض نفسها بين الحين والآخر على لساني المسكين الذي خبر لهجات عديدة يقف أحيانا حائرا أيها يختار وأيها يترك . أقول كنت أتمنى أن أجاريهم في ذلك ، لولا أنني خشيت أن يتهمني أخوتي المدونون المغاربة ، والذين أنا واحد منهم ، باتهامات لا أريد أن أضع نفسي في موقف الدفاع ضدها خصوصا وأنني مؤمن تماما بعروبتي وبأن لا فرق ولا حد بين عربي وعربي مهما ساء هذا الزمن الرديء ؟ والسبب الثاني أني أرى أن الكتابة باللغة العربية تبقى السبيل الأقوم والأصح رغم ما للكتابة بالعامية من نكهة خاصة كما أسلفت .
الطيب