قادتني جولة شرفية لبعض شوارع حي الرياض وأكدال بالرباط ، وهي جولة قلما أقوم بها ، لأنني أقصد عادة وجهتي مباشرة دونما لف أو دوران ، أو بتعبير آخر دونما تسكع قد يتيح لي رؤية ما قد لا يرى في الانتقال المباشر من مكان لآخر ؟ فالتسكع غدا اليوم ذو فوائد ؟؟ لكنني وأوجه كلامي هذا للخبثاء ؟؟ وحياة عينكم ما فتحت النافذة طوال تلك الجولة وما شاغلت أو عاكست أحدا ؟؟ بل كنت متأملا ملتزما بتأملي وحسب ، وهذا إيضاح مسبق ؟؟
وما دمنا في نهايات الشهر السابع من السنة فالحرارة ارتفعت في أجساد العباد حتى ضاقوا ذرعا بملابسهم ، على خفتها ، فكادوا يتجولون خفافا بلا ملابس ؟ وبدى أن الفتيات بل وحتى السيدات تأثرن أكثر من الرجال بأجواء الانتخابات المرتقبة ، وبالشفافية التي يطالب بها الجميع ، فأقدمن على تطبيقها وأعني الشفافية على ملابسهن ؟ فغدا هندامهن شفافا إلى الحد الذي يكشف عن كل شيء ويبدي أي شيء ، بشفافية عجزت عن تحقيقها حكومتنا الرشيدة في أي شيء ؟ ما عليك يا صاحبي سوى الصبر و التأمل والمشاهدة ، فما قد تخفيه هذه سوف تفصح عنه تلك ، وقد يسهل الله لك فتجد من تفصح عن كل شيء ؟؟؟ .. مشهد غريب ، لكنها الحرية الشخصية الملعونة التي لا تعرف حدودا ولا حشمة ولا دينا ، بل ولا حتى خلقا ؟
المشهد قد يروق للكثيرين ، وقد يروق لي أنا أيضا ؟ ؟ حين أتجاهل أو أتعامى عن مقوماتي الشخصية أو مبادئي التي يبدو أنها ما عادت في زمان رديء كهذا تطعم خبزا ، ولا حتى ملحا ؟ فأينما تحولت بناظري رأيت ذات المشهد الذي يعلن صراحة ودون مواربة أو لبس أن سوق اللحم الآدمي بات أرخص من سوق اللحوم الاخرى التي أرهقت اثمانها الجميع .
حرك هذا المشهد الغريب المألوف ؟ في خاطري فكرة حسبتها مجنونة : ترى إن أنا استجمعت جرأتي واستبعدت حيائي ( إن كان هناك بقية حياء ) وهمست في أذن إحداهن معبرا عن إعجابي بهيأتها المثيرة تلك ؟ أو قلت لها بتعبير أخوتنا في الإنسانية في الغرب الذين صدروا لنا هذه الأشكال من النعم : you are so sexy ، ترى ما ذا سيكون رد فعلها ؟
هل ستنفرج أساريرها بابتسامة عريضة مبدية غبطة وارتياح ؟؟ ربما ؟ لكن الاحتمال الأرجح حسب ما نعرفه عن طبيعة المرأة في مجتمعاتنا ، ولأني بالطبع لا اعني بكلامي الفتيات اللآئي يمتهن البغاء إنما أعني الفتيات العاديات اللائي يتشبهن بالباغيات من حيث لا يدرين ؟؟ أقول إن ردة الفعل الأرجح أن يعلو صوتها جهوريا لتسمع كل الجوار معلنة سخطها وغضبها معتبرة ملاحظتي اعتداءا وتحرشا جنسيا فاضحا ؟؟؟؟ وهي الكلمة التي غدت محببة عند الكثيرات في هذا الزمان ؟
وقد أسلم جدلا بأن ما قلته قد يكون حقيقة صنف من أصناف التحرش الجنسي إذ لا معنى له سوى ذلك ، لكن السؤال المنطقي والبديهي في هذه الحالة : إن كانت تكره أن تواجه بملاحظة كهذه حقيقة لا ادعاء ؟ وإن كانت لا تحب أن ترى بعين شهوانية وقحة كهذه ، تتفحصها كما يتفحص الماسح الضوئي " السكانر " ما يوضع بين أحضانه ، لماذا تظهر ما تظهر ؟ وتكشف ما تكشف ؟ أو تلبس من ضيق الملابس ما تحار العين أمامه كيف لبسته يا ترى ؟ أم هو من لبسها ؟؟ وهنا ربما يكون الرد مرة ثانية وثالثة ورابعة : هي الحرية الشخصية ؟؟
إن كان الأمر كذلك وحرية شخصية بحرية شخصية ، يكون من الواجب اعتبار التحرش الجنسي أيضا حرية شخصية على القانون أن يكفلها لنا نحن الرجال ؟؟ لأن ذلك الفعل السيء من جنس ذلك العمل الأسوأ.....
............... وعجبي................ الطيب