ما هكذا يا هنية تورد الإبل
ها هي إسرائيل الدولة الدموية الفاشية تقوم مرة أخرى بانتهاز مناسبة دينية لتقتل الأبرياء وتسفك الدماء ولتقدم على مذبحة ليست الأولى طبعا ولن تكون الأخيرة حتما ، وها هو واحد من المسؤولين العرب يطالعنا عبر شاشات الإعلام ليطلب من دول العالم ومن المجتمع الدولي كبح الجماح الإسرائيلي ولجم عدوانيته ، وليته توقف عند هذا الحد بل تمادى فطالب الدول العربية ، التي تحتفظ بعلاقات مع هذا الكيان الغاصب ، بأن تمارس دورا أو تبدي ضغطا ؟؟ يحد من هذا العدوان الذي فاق كل مدى وتخطى كل الحدود دون أن يجد من يقف أمامه .
قد يبدو التصريح عاديا ، وقد يمر مرور الكرام دون أن يلتفت إليه الكثيرون ، لولا أن المصرح كان السيد هنيه رئيس الوزراء الفلسطيني ، المنتمي إلى حركة حماس ، والذي خانته كلماته وأوقعته عباراته فيما لم يكن عليه الوقوع فيه .. فحين يطالب الدول المطبعة مع إسرائيل باستغلال تلك العلاقة لوقف هذا الإجرام ، إنما هو يعزف على نفس النغمة والمقولة التي طالما عزفت عليها تلك الدول من أن علاقاتها المستفزة تلك والتي تتمسك بها رغم كل الأحداث المتعاقبة مفيدة للشعب الفلسطيني ، وهو بتصريحه أعطاها اعترافا وموافقة ، من حيث يدري أو لا يدري ، على ما تدعيه وتردده دوما في كل مناسبة يتصاعد فيها الضغط الجماهيري لقطع هذه العلاقات .. ها هو السيد هنية ممثل حماس التي تكابد ما تكابده في سبيل الإصرار على عدم الاعتراف بالدولة اليهودية العنصرية يقر بما تقوله تلك الأنظمة ويطلب عونها واستغلالها لتلك الصلات ، ربما سهوا ، ربما عمدا ، في الوقت الذي كان حريا به أن ينتهز هذه المجزرة ليؤكد على إجرام هذه الدولة وليطالب مرة أخرى تلك الدول بالقطيعة مع ذلك الكيان الذي لا تجدي معه صلات ولا علاقات ولا مفاوضات ..
وإن أحسن البعض الظن ، أكثر من اللزوم ، واعتقد بأن السيد هنيه ربما أراد أن يظهر بتصريحه هذا أن تلك العلاقات لا تفيد ؟؟ أقول إنني أشك كثيرا في هذا التفسير ، وبافتراض أنه صحيح فقد خانته كثيرا صياغته وضللته كثيرا كلماته فما هكذا تورد يا هنية الإبل ؟؟