إقتضت حاجة العمل في مشروع صغير ، أنجزته ، لزراعة الموز في خيام بلاستيكية ، أن أشتري حمارا صغيرا لإنجاز مهام محددة كلف بها ؟؟ وقد أسميته حينها " شارون " الذي كان يصول ويجول بصلفه وغروره ، يقتل ويجرح في فلسطين دون أن يجد من يردعه أو يلزمه حده . والتزمت بالإسم ، وألزمت من يعملون معي به ، بل كنت متشددا في ذلك حتى شاع اسمه بين الأنفار والفلاحين البسطاء ، فاستبدل العديد منهم اسم شارون بكلمة حمار ؟؟ وأصبح كل من لديه حمارا لديه شارونا ؟؟ وصار هناك شارونات كثر ؟؟ ولم يعد واحدا كما كان الحال عندما احضرت شارون الذي يخصني ؟؟؟
واليوم ، وبعد هذه المدة التي انقضت ، بت أشفق على هذا الشارون المسكين الذي لدي ، وبت أشعر بوخز الضمير ، إذ سمحت لنفسي بأن أطلق عليه ، وهو المطيع الذي لا يتوانى يكد ويكدح طوال يومه مقابل حفنات قليلة من الشعير أو البرسيم ، إسم ذلك المجرم البدين الذي نال جزاءه في الدنيا قبل أن ينال عقابه في الآخرة ؟؟ وكنت أحسب أني بذلك أمعن في تحقير الجنرال الدموي حين أطلق اسمه على حمار ؟؟؟ فإذا بي أكتشف مؤخرا أني ما كنت إلا مسيئا ومحقرا للحمار المسكين حين شبهته بذلك اللا إنسان .. وحين أطلقت عليه ذلك الإسم الكريه .. وهو الذي لا ذنب له