Saturday, August 07, 2010

احوال محب

أحوال محب

إتفقنا على كل التفاصيل

لكننا لم نتفق

واعتنقنا حبنا

فإذا بنا لم نعتنق

وانطلقنا

وتنسمنا عبير الكون كله

واكتشفنا أنا نختنق

كنتُ قيدك الذي عشِقتِهِ

وكنتٍ قيدي الذي

أبيتُ كسره

وأبيتُ منه أن أنعتق

وارتضينا كل شيء

أيَ شيء

إلا أن نفترق

******

ما عدتِ تميلين كما كنتِ

وما عدتُ أميلُ

بل كأني لم أمِلْ

ولا عدتِ تحتملين ما احتملتِه دهراً

ولا عدتُ أُطيق أن أحتمل

حكايةٌ.....

كانت الأقدار بديعها

وقضت

ألا تدوم وتكتمل

لا أبالي

فما لي على الأقدار حيلة

وما لجرح وإن دامت نزفاته

إلا التعافي ... وأن يندمل

لم يبق لي منكِ اليوم

إلا صورة

تدكرني بما كان وفاتْ

وتلح علي في كل حين

وتعيد سرد الذكريات

صورة ...

صمتها تعلو نبراته

تحكي حكتيات مضت

دونما كلمات

إن شئتِ

هي تؤنسني

في صباحاتي والأمسيات

وتثير في نفسي ترانيما

أحن إليها

وألحانا وأغنيات

تحاصرني في كل صوب

تحيطني من كل الجهات

تحرك سكوني

تحرك ركودي

وما أثقل على قلبي من سُبات

******

إشتقت إليك

وما كان بودي أن ألين

وعاودتني كل أعراض الميل والحنين

هاهي الأوجاع التي كانت

برت

وها هو قلبي يهدأ .. يستكين

وتلاشت ذكرياتي الأليمةُ

ومضت

لم يبق لك في العقل من ذكرى

إلا ما يزين

عدتِ .. كما كنتِ

تحتويني

كما احتواء الأم الجنين

وعاد ما حسبته مضى

وتمكن مني

كما اليقين

******

لن أعود إليك

لا تعودي

هل تعود خلفا

أيامنا والسنين

وهل يستوي من خان عهدا

ومن صان وداً

وكان الأمين ؟

هل يستوي من كان الوفا دأبه

ومن يسيرٌ عليه نكرانٌ وهجرانٌ وتناسي ؟

هل يستوي من ظل يقسو

ومن يقاسي

ومن يجرح ... ويدمي متعمدا

ومن يداوي ويواسي ؟

لا تلومن يا صاح قط احتراسي

ولا تعجبن وإن عجبت َ

من حيرة طوقتني والتباسي

أو رأيت في نشوتي

صور انتكاسي

أو بدا لك في ثورتي ونفوري

معاني التماسي

ولا تلعنَنَ حزني

إن ابتعدتُ عنها

فرأيتَ في فرحتي

كل ابتئاسي

Sunday, August 01, 2010

من على كرسي

في المقهى .... على الرصيف

على تلك الضفة

ارتميتُ

أنهكتني الدروبْ

ألقيتُ بنفسي على مقعدٍ

كمن عاد لتوه

من قراع الخطوبْ

جلستُ .. واعتدلتُ

لعلي ألملمُ هدوئي

لعلي أستريحْ

فإذا بها أممٌ لا تنتهي

تموجُ .. تموجُ ..

وتحتشدْ

تُقبلُ هذه

وتروح تلك وتبتعدْ

وأناسٌ في كل ركن تناثرتْ

كهشيم هبت عليه ريحْ

ضجتِ الضوضاءُ

تسابقت الأنواءُ

ونَطَقَتْ بكل الصخبِ

الأنحاءُ والأجواءُ

وضاق الفضاء الذي

بدا لي في لحظةٍ فسيحْ

فجلستُ ..

أنشدُ أن أستريحْ

أغدو مع الغادي

أبدو مع البادي

أرقبُ القبيح والمليحْ

من يجود على الحبيب بعطفٍ

ويهمس بالمديحْ

وساخطٌ يصرخُ

بما علا صوته ويصيحْ

من يمر تختالُ خطاه وتزهو

ومن يجُر الخطى ثقيلةَ

كبلتها الهمومُ

وتحكمتْ

يكاد في كل لحظةٍ أن يطيحْ

وأبيٌ لا يبالي

لم تنل منه الصعاب وإن عصفتْ

وصبيٌ تهاوى العزم منه ..

فانثنى

وغدا يترنح كالجريحْ

هذه تُبدي كل ما تخفينَ

دونما استحياءٍ أو خجلْ

وتلك تَسْتُرُ ما تبدينَ

ويستبد بها حياءٌ ووجلْ

مليحةٌ ..

تحجبُ سحرها

وذميمةٌ ..

تميطُ لثامَ قُبحها وتزيحْ

هذا يراقب الناس بلا كللٍ

وذاك يصرف عن الناس ناظره ويُشيحْ

من ينهل علماً

من يحصد إثماً

من يقرأ صحيفةً أو كتابْ

ويدعي سبرَ الخواطرِ

وكشفَ الحجابْ

من يُحَرِم لمَا يشاءُ كل شيءٍ

ويُحللُ لما يشاءُ ويبيحْ

طيبٌ يمر .. صادق النوايا

نقيُ الطوايا

سمحٌ سميحْ

وسيءٌ يمر

يُشهر شرورا

يشهدُ زورا

ويدعي براءة يوسف وطهر المسيحْ

هذا يبيع غدرا

وذاك يبيع خيرا

وشتان بين مجاهرٍ بخيره

وبين من ضن به ضن الشحيحْ

ظَلْتُ أرقبُ هذا

وأرقبُ هذا

وما من شيء رأته عيني

يمكن أن يُريحْ