إن كنت في المغرب ، أرجوك أن تستغرب
أن كنت في المغرب فلا تستغرب ؟ عبارة غريبة يرددها جل المغاربة عندما يصادفون أي ظاهرة أو تصرف شاذ أو مستنكر ، من باب أن كل ما يمكن أن يحدث في المغرب ليس غريبا ، وأن كل غريب يمكن أن يحدث في المغرب ؟؟ وهي عبارة على صغرها وخفتها تحمل معاني تستوجب التفكير والتأمل ، لأنها في أبسط صورها قد تدعو إلى أن نقبل كل انحراف وفساد و سوء وطغيان ببساطة دون أن نبدي أي انفعال أو ردة فعل ، وهي دعوة فيها ما فيها من معان . وفي محاولة التعرف على المروج الأصلي لهذه العبارة أو كيف انتشرت علينا أن نضع نصب أعيننا كل الاحتمالات ، فقد يكون حاقدا على هذه البلاد كارها لها يمعن في إيذائها في سمعتها ، وقد يكون محبا لها يستنكر ما يراه ويأبى أن يراه فيها ، وقد يكون منتفعا من كل سلبياتها فيحرض الناس على تقبل كل ما يرون بلا حراك ، وقد يكون ذو حس فكاهي لم يقصد سوى الفكاهة وقد يكون وقد يكون .... هذا بغض النظر عن متى قيلت العبارة وفي أي عهد وأي زمان ، وإن كان مؤكدا أنها قيلت منذ زمن ليس بالبسيط لأننا سمعناها في صغرنا وكان من سبقونا يسمعونها كذلك ويرددونها متندرين أحيانا ومستنكرين أحيانا . لذلك إن كنت في المغرب أرجوك إستغرب ، لأن الاستغراب والاستهجان هو أو خطوة في سبيل تصحيح ما اعوج وإصلاح ما فسد .
الطيب
