Friday, March 30, 2007

حرمة (إمرأة ) أعزك الله ؟


لا تعجبني أبدا هيئة العلاقة بين الرجل المغربي والمرأة المغربية ، ولست أعني هنا العلاقة بينهما كزوجين ، إنما أعني العلاقة بين الرجل والمرأة عموما ، سواء كانت زوجة أو صديقة أو زميلة أو أختا بل وربما أحيانا أما ؟ هناك خلل في تلك العلاقة يكون باديا في الغالب الأعم وبجلاء في طريقة تعامل الرجل مع المرأة وفي نظرته لها .

قد لا يتقبل كثيرون من الرجال رأيي هذا ، لكنه يبقى رأيا لا أقصد من وراءه سوى توصيف الحالة حسبما أشاهدها ، ولست بمدع احتكار الصواب والحقيقة أبدا ، فقد أكون مخطئا في نظر البعض ، لكنني ما كونت هذا الرأي إلا من خلال ما رأيت وتابعت و سمعت من رجال ونساء مغاربة كثر .

وإذا كنت أخص بحديثي الرجال المغاربة فلأني منهم لكنني لا أنفي هنا ، ولا أتغاضى أيضا ، عما تعاني منه المرأة في بقية الدول العربية ، فهي تعاني الأمرين أيضا ، لكن معاناتها تبقى بطعم ونكهة أخرى ربما أقل مرارة وبدرجات أدنى مما تعانيه نساء المغرب . وإذا كانت نظرة الرجل العربي للمرأة تبقى في مجملها نظرة دونية ، فهي ولا شك تأخذ مناحي وأشكالا تختلف باختلاف وتنوع خصوصيات كل مجتمع على حدة . وإذا أخذنا شريحة من هذه المجتمعات العربية ، على سبيل المثال لا الحصر طبعا ، وليكن هذا المثال المجتمع الخليجي وهو الأكثر بداوة وربما قساوة بحكم الطبيعة الجغرافية وأثرها ، فإننا نجد أن التحولات التي عرفتها تلك المجتمعات ماديا ومعماريا وثقافيا وحتى فكريا ، لم تستطع أن تتغلغل بما فيه الكفاية إلى العقل لتمحو ما ترسب فيه عبر الزمن من أفكار لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالعروبة ولا حتى بأخلاق البداوة الحقة ، هناك لاحظت مرارا من أناس يفترض بهم العلم والاطلاع بل وحتى التفتح أنهم يقرنون الحديث عن المرأة بجملة أعزك الله ؟؟ وكأنهم يتحدثون عن حيوان أجرب أو نجاسة ؟؟؟ وهو أمر يعطي فكرة واضحة عن نظرتهم وطريقة تعاملهم مع المرأة .. لكنهم رغم ذلك وإحقاقا للحق ( وأعني هنا الرجال العرب المشرقيون ) يظلون في مجملهم يتعاملون بلطف أكثر مع المرأة وبلباقة تراعي رقتها وأنوثتها ، بل يغلب على الكثيرين في تعاملهم مع المرأة خجل وحياء .

أما في مجتمعنا المغربي ، فرغم أننا لا نردف حديثنا عن المرأة بأعزك الله ولا بأي صيغة مشابهة أو مماثلة ، فهناك شكل من الفظاظة بادي بوضوح ، لا أستطيع فهمه ولا تفهمه ، يطبع طريقة تعامل الرجل مع المرأة ، وفي التهجم عليها لأبسط الأسباب وبأقذع الكلمات و الإهانات بل وفي التحرش بها جنسيا في أي وقت وأي مناسبة وأي مكان وأي زمان ، دونما أي نوع من أنواع الحياء أو التردد ؟؟ ويرى فيها الكثيرون متاعا للاستمتاع كائنة من كانت ، دونما فرز أو تمييز ، فكلهن سواء وكلهن يوضعن في سلة أو كفة واحدة ؟؟ وحتى لا أطيل في الوصف والتوصيف أقول إن العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا المغربي ينقصها كثير كثير كثير من الاحترام ؟؟ وهي علاقة يغلب عليها الاشتباك ولعل هذا ( أنا أخمن فحسب ) ما يفسر ارتفاع نسبة الطلاق لدينا إلى أرقام محيرة ومذهلة ، ولعل هذا ما يفسر أيضا ميل الكثيرات من الفتيات المغربيات إلى الزواج من رجال من خارج المملكة المغربية ، فهن يجدن لديهم حسبما سمعت من العديدات لطفا ودماثة لا يجدنها لدى أبناء جلدتهن؟؟ وإن كان فيمن يأتون من الخارج ما فيهم من عيوب ليس المجال الآن لسردها . ولعل هذا الشكل من التعامل أيضا هو ما تسبب في جعل المرأة المغربية تفقد بعضا من رقتها في محاولة منها لمواجهة الأمر .

التعميم ليس سمة علمية في أي نقاش أو تحليل ، لكني مضطر هنا لهذا التعميم لأن الظاهرة بادية واضحة لا لبس فيها ، وإن كان هذا لا يعني أن ننعت كل الرجال المغاربة بإساءة معاملة المرأة لكن يا أعزائي الرجال لنكن صرحاء ونعترف بأن جلنا كذلك مع كامل الأسف ؟؟ ولنقر أيضا بأن هذه العلاقة بحاجة لإعادة صياغة وترميم وإذا كنا نحن الرجال نتحمل الشق الأعظم من المسؤولية فلا أستطيع أن أعفي المرأة من بعض المسؤولية .. وأردف قولي بأنه لا المدونة ولا القوانين يمكن أن تحل الإشكال بل ربما تزيده تفاقما وتأزما .. المسألة لن يحلها إلا الرجال بمساعدة المرأة طبعا .

ولنا عودة للحديث عن المرأة المغربية ما لها وما عليها

الطيب

Tuesday, March 27, 2007

بين صفعة نواكشوط وقمة الرياض


مرة أخرى سيجتمعون ، ككل مرة وكأي مرة اجتمعوا فيها سابقا ، سوف يلتقون . ستحتضنهم الرياض غدا بدفئها وبقساوة طبيعتها الجرداء ووحشتها ، سيتهادون على البسط الحمر ، ويتبادلون العناق والقبلات بغير حساب ، وسيبقى ما في القلوب أسير القلوب ، وما في العقول حبيس العقول ، وسيرتشفون كثيرا من الشاي الأحمر بالنعناع و القهوة الخضراء المرة الممتزجة بحبات الهيل حتى يكتفوا إن اكتفوا ، ستتشبع الأجواء بأفخر أنواع البخور الجاوي وسيتعالى دخان السيجار الكوبي حتى تضيق به أنفاسهم ، وسيأكلون الكبسة والكافيار ولحم النعام وأسماك الهامور وكل ما لذ وطاب ، ستصدح القهقهات وترتسم الابتسامات وستشيع التحيات المفتعلة ، وتتوالى الكلمات المنسقة والخطب المنمقة وسيجيد البعض وسيحطم البعض كل قواعد اللغة بلا رحمة ، سيرسمون الصورة ذاتها التي رأيناها على الدوام ، ومللناها على الدوام ، ذات الألوان وذات الزوايا وذات اللفتات والهمسات وربما ذات الشجار وذات السباب ؟

ستتدفق جيوش من الصحفيين ، وسيلمع وميض كاميراتهم وتستمر ملاحقاتهم وأسئلتهم بحثا عن جديد يرجونه ، ولن يجدوا الجديد الذي يبحثون عنه فقد أخطأوا العنوان ؟ فلن تكون الرياض عنوانا للقرار ولن تكون عنوانا للإرادة والسيادة بل هي واحد من عناوين الخضوع والخنوع لا أقول لبوش بل للآنسة العانسة كونداليزا رايس .

سوف ينفض اللقاء ويعود كل القهقرى ، وسيضيفون فشلا إلى قائمة حافلة بالفشل ، وما الضير إن هم أضافوا فشلا آخر يتوه بين ما سبقه من فشل ؟ لا فلسطين ستحرر ولا العراق سينجو من التهلكة ولا السودان سيلقى دعما ولا الصومال سيدفع عنها البلاء ولا لبنان سترفع أياديهم عنه ولا ... ولا ... ولا .... .

سيعود الجميع من حيث أتوا خاوي الوفاض ، إلا من إخفاق جديد وإحباط آخر يقدمونه عربون محبة لشعوبهم التي ما عادت تأمل منهم خيرا .

*******

موريتانيا الدولة الفقيرة ، المنسية على ساحل الأطلسي ، رمز الضعف والتخلف التي يستهين بها كل العرب ويرون وجودها كعدمه ؟ موريتانيا الدولة القبلية البدوية التي يؤثر أهلها سكنى الصحراء والفيافي على سكنى المدن ، والتي تندر الكثيرون على أهلها بأنهم إن بنوا قصرا ينصبون أمامه خيمة يقيمون فيها ؟؟ موريتانيا التي كانت تبيت على انقلاب وتفيق على انقلاب آخر ، وتعمل فيها النسوة أكثر مما يعمل فيها الرجال ..

موريتانيا تلك المستضعفة المستهان بها صفعت كل الدول العربية على حين غرة صفعة مدوية ولقنتهم كيف يمكن لدولة كالتي أسلفت أن تكون ديمقراطية أكثر من أكبر وأغنى دولة عربية ، ونبهتهم أن الديمقراطية لا تحتاج لقرون حتى تتم ولا لمراحل حتى تنجز ولا لضغوط غربية ولا شرقية ولا لشعوب في ثقافة وعلم أينشتاين ولا لولادة عسيرة او لمخاض لا ينتهي .

موريتانيا أثبتت بالفعل لا بالقول أن الديمقراطية هي قرار ونوايا صادقة وإرادة وحب للوطن .

ألطيب

Saturday, March 24, 2007

دردشة

· ذلك الإعلان الذي اجتاح شوارع الرباط مؤخرا ، والخاص بحوادث السير ، وعممته على ما يبدو اللجنة الوطنية المختصة بهذا الشأن وتوجهت به إلى قائدي الدراجات النارية والهوائية لتحثهم على ارتداء الخوذة الواقية ، ذلك الإعلان كانت لي عليه ملاحظتان اثنتان وددت أن أشرككم فيهما .

الأول انه خلا تماما من أي حس أو ذوق سليم ، فقد وضع الخوذة الحمراء في ناحية ووضع بطيخة خضراء تهشمت فظهرت حمرتها متشتتة في الناحية الأخرى ، إيماء إلى رأس الإنسان وقد تحطم إن هو لم يعتمر تلك الخوذة الواقية ؟؟ وخيره الإعلان بين هاتين الصورتين ؟؟ يا له من تشبيه ، ويا له من حس فني هابط ، لكن ميزته الوحيدة أنه لعله يفصح عن رأي حكومتنا الرشيدة في المواطن المغربي ؟؟ فهي تراه على ما يبدو يحمل على كتفيه بطيخة لا رأسا فيه عقل يفكر ويزن الأمور؟؟ وهذا يفسر كثيرا من سلوكياتها تجاه هذا المواطن المغلوب على أمره ؟؟

أما الملاحظة الثانية فهي إن هذه الحملة في معظمها كانت باللغة الفرنسية ؟؟ ورغم بساطة الإعلان فقد كان يفترض أن يخاطبنا بلغتنا طالما أنه موجه إلى المغاربة في المغرب ؟؟ وتحديدا للطبقة المطحونة منهم التي تتخذ من الدراجات وسيلة للتنقل والتي قد لا تتقن حتى لغتها فما بالك بلغة أجنبية كالفرنسية ؟؟ لكن الحكومة الرشيدة أبت دوما إلا أن تخاطبنا بلغة موليير ؟؟ لماذا ؟؟ لست أفهم ؟؟ ربما هي الأخرى لا ترى أننا في هذه البلاد إما عربا أو مستعربين وترى أننا ما دون ذلك كالأخت المدونة نسرين وهي من المغرب ؟؟

· انتشرت في الرباط كما في مدن مغربية أخرى ظاهرة المتسولين من جنسيات إفريقية مختلفة ، ولا يخفى على أحد بأن هؤلاء ما هم إلا مهاجرين غير شرعيين مروا بنا في طريقهم إلى أوروبا بانتظار ما سيكون أو ما لن يكون .

ورحلتهم إلى الجنة الموعودة قد تطول ، وقد تستمر أشهرا أو سنوات يبقى خلالها هؤلاء بالمغرب متسولين أو عمالا في مهن متواضعة تعينهم على كسب قوتهم إلى حين ؟؟؟

وكأننا خلت شوارعنا من المتسولين فجاء هؤلاء ليملأوا الفراغ ؟؟ أو كأن متسولينا بحاجة إلى الاحتكاك بخبرات أجنبية في ميدان التسول لاكتساب خبرات وتقنيات جديدة فجاءنا من يمدنا بها ؟؟ وكأننا لا نمتلك من هؤلاء من ضاقت بهم الأزقة والجنبات بل ونمتلك منهم من بإمكانهم أن يلقوا محاضرات رصينة عن فنون التسول والتحايل والنصب في أرقى جامعات العالم من كمبردج إلى هارفارد إلى السوربون ؟؟

هذه الشوارع التي أخشى أن يأتي عليها يوم يغدوا المتسولون فيها أكثر عددا وأوفر حجما من المارة بحاجة إلى أن ينظر إليها المسؤولون نظرة أخرى وينتهجوا بشأنها سياية أخرى غير تلك السياسة الخرقاء التي ينتهجون ؟؟

وللدردشة بقية

Wednesday, March 21, 2007

صباح الورد



اليوم ، يصادف أول أيام الربيع ، وهو ذاته العيد السنوي للام ، إذ تحتفل به وتحييه كل شعوب الوطن العربي شرقا وشعوب كثيرة أخرى كذلك . وهي مناسبة لا تفوتني دون ان اعلن خلالها عن حبي وولائي لمن وهبتني بعد الله الحياة فأثقلت عليها من الأشهر تسعا شاركتها خلالها دمها وماءها وغذاءها وانفاسها ثم أثقلت عليها بعد أن تنسمت نسائم الحياة من العمر عمرا .. اليها أعيد نشر كلمات كنت نشرتها سابقا فحسبها البعض لحبيبة وكانت في حقيقتها لأحب من حبيبة وأعز من عزيزة وأقرب من قريبة
في يوم كهذا أبعث بالتحية إلى كل الامهات وكل عام وهن جميعا بخير وسلام


صباحُُُُُُُ الورد

***********

صباحُ الورد

يا أبها من كل الورد

صباحٌ

على الجبين ألثمه

وصباحٌ

على ذا الخد

وذاك الخد

صباحُ الورد

يا وجها عشقته

عبدته بعد الله

مجاهرا

لن أكفر يوما به

ولن أرتد

سكن العين

مذ سرى النور فيها

ملا القلب

سبا العقل

وفاق كل الحجم

وكل الحد

صباحُ الورد

يا عطرا عدنيا

فاحت نسائمه

لفني مذ ولدت

مذ عرفت الحياة

و سكنت المهد

سبق الأنفاس إلى صدري

نما ما خَفتَ

لا قل ولا بهت

بل هب وازداد

واشتد

صباحُ الورد

يا صوتاً فيه العذوبة كلها

إن حنا طربت له

وطربت

إن زمجر واحتد

هو إن دنا أحب

وإن علا أحب وعطف

وود

**********

ألحب بيننا التزامٌ

واحترامٌ والتآمٌ

ألحب بيننا

وعد وعهد

الحب بيننا ينمو

الحب بيننا يسمو

لا انحسار فيه

إنما

مدٌ ومدٌ ومد

**********

صباحُ الورد

يا أبهى من كل الورد

صباحٌ ليس يحلولي

إن لم أسجله

على ذي الجبهة

وهذي اليد

ألطيب

Monday, March 19, 2007

ليس كل الإرهاب إرهابا ؟؟ا

ها قد تنادى المدونون مرة أخرى ، بعد هبتهم للأقصى ، لهبة ثانية ضد ما أسموه إرهابا ، في إشارة إلى التفجير الذي قام به شخص كان يحمل حزاما ناسفا في مدينة الدار البيضاء ، مما أفضى إلى مقتله وجرح ثلاثة آخرين .

سهل أن نتنادى لذلك ، ويسير أن نرفع الصوت عاليا لنصرخ بملء فينا أن لا للإرهاب ، ولن يستعصي علينا الاحتشاد أو التظاهر لرفع ذات الشعار عاليا . لكن .. أليس من حقنا قبل ذلك أن نتساءل : أي إرهاب هذا الذي سنهتف ضده ؟ هل الإرهاب بمفهومه الأمريكي ؟ أم بمفهومه الأوروبي ؟ أم الإسرائيلي ؟ وإذا كانوا جميعا يعتبرون الجهاد إرهابا ، والمقاومة إرهابا ، والاستشهاد إرهابا ، و العمليات الفدائية في فلسطين إرهابا ، و المقاومة في العراق وفي أفغانستان ضد المحتل إرهابا ، و المقاومة اللبنانية إرهابا ؟ فهل يمكن أن نندد بالإرهاب بمعناه الذي اختاروه و حددوه ؟؟ وهل نتنازل عن كل المعاني السامية التي جبلنا بها إرضاء لمن لا يعنينا إرضاؤه ؟

بداية .. ليس من عاقل أو منصف يؤيد ما جرى في الدار البيضاء ، لا سابقا ولا مؤخرا ، فكلنا ضد هذه العمليات الدموية التي تستهدف أبرياء عزل مسالمين بسطاء ، يكابدون في حياتهم ما يكابدون . وكلنا ضد سفك الدماء الطاهرة البريئة ، وضد استهداف أقوات الناس وأرزاقهم وعيشهم الآمن وترويعهم . وضد كل عمليات القتل التي لا تستهدف لا محتلا ولا غاصبا ولا متواطئا ولا غازيا .

نستنكر ما حدث في الدار البيضاء ، ونراه معولا يهدم ويشوه صورة الإسلام البديعة ، ذلك الإسلام الذي انبرى الكثيرون خلال السنوات الأخيرة للإساءة إليه والنيل منه ، ساعين إلى تحجيمه ودمغه بكل ما هو مشين ومعيب ، ولا نرى في ذلك التفجير إلا سلوكا مناقضا لكل قيمنا ، وعنفا دخيلا على ديننا و مجتمعنا ، وإن كان هناك مستفيد مما حدث فلن يكون إلا كارها لهذا الدين متربصا به ، من أشباه أو أتباع أو خدم بوش الابن ؟ . و نصطف في استنكارنا وشجبنا هذا دون تردد مع حكومتنا الرشيدة ؟ صفا واحدا لمواجهة ما حدث وضد ما حدث ، وهي التي نختلف معها ربما في كل شيء إلا في هذا الشيء ..

لكن .. حري بنا أن نتريث قليلا قبل أن ننساق هاتفين منددين بالإرهاب ، وأن نتمعن ونفكر فيما سنعلي الصوت به ؟؟ وفيما ستهتف الحناجر به ؟ وفيما ستردده الألسن من ألفاظ ومعان ، حتى لا يكون جهدنا ثمرة يقطفها الآخرون ويجيرونها لحسابهم الذي لا يخصنا ولا يعنينا ؟

دعونا .. نشجب ما جرى في الدار البيضاء ونزأر ضده ، على أن نختار من قاموس اللغة أي كلمة ننعته ونوصفه بها غير كلمة " إرهاب " ، تلك الكلمة التي استغلت واستنزفت كما لم تستغل أو تستنزف كلمة من قبل ، فقد بثوها في كل أذن ، وزرعوها في كل عقل ، بعد أن شوهتها وطوعتها وفصلتها الولايات المتحدة الأمريكية ، ومن معها من أنظمة عربية وغير عربية ، على هواها وحسبما يتلاءم وسياساتها وأجندتها المشبوهة التي لم تعد علينا إلا بالكوارث والدمار .

إنما .. في الوقت الذي نرفض فيه ما حدث ، صابين جام الغضب على الجناة ، ناعتينهم بكل ما أسعفتنا به الذاكرة من الكلمات والصفات ، علينا أن لا نغفل من باب العدل والإنصاف على الأقل أن نتساءل : لماذا انتهج هؤلاء الضالين هذه الضلالة ؟ ومن دفعهم إليها ؟ ومن تركهم حتى غدوا على صورتهم تلك ؟

هو تساؤل لا يحتاج لتفكير طويل بحثا عن جواب له ، ولا يستبد بي أي شك أو حرج إن أنا أجبت : إنها حكومتنا الرشيدة ؟؟ إذ تقاعست عن توفير العيش الكريم لهم ، وكان بإمكانها أن توفره ، وتركتهم فريسة للفقر والحرمان ولليأس والتهميش ، حتى استدرجوا وسخروا لتنفيذ مخططات اكبر منهم وأصبحوا من حيث لا يدرون وقودا لنار آثمة تضرم باسم الله والرسول والدين ، وهم منها برءاء ؟؟ وهي التي توجست وحجمت ، بتعليمات خارجية ربما ، دور الدعاة والأئمة والفقهاء والوعاظ المؤهلين الذين يعملون في النور وقيدتهم وصادرت كلماتهم وأفكارهم وأحصت عليهم أنفاسهم حتى كادت تكممهم ، وتركت الساحة خالية لمن يعملون في العتمة بلا رقيب أو حسيب يبثون فكرا غلبته الغلواء وطغى عليه التطرف والتزمت ، وقد كان بإمكان هؤلاء الوعاظ والفقهاء أن يلعبوا دورا كبيرا في التوجيه والهداية .. وهي التي وصل بها الحال إلى أن تنصب أمريكيا على رأس دار الحديث الحسنية ليعيد ترتيب أوراقها ؟؟ وهي من ترك الشباب يعاني الفراغ والبطالة وأغلقت في وجهه أبواب الرجاء والأمل .. وهي من هيأ السبل لحفنة تثرى وتنعم بكل شيء ، وتركت ملايينا من البشر ليحيون على لا شيء أو على الفتات إن تبقى لهم الفتات ؟؟ ..

إن نحن أردنا القصاص من هؤلاء القتلة ، سيكون لزاما علينا أن نقتص من الذين مهدوا الأجواء لهذه الأحداث ، ليكون القصاص عادلا ولننال من كل من أساء أو خرب هذا البلد وعاث فسادا وإفسادا بأهلها وخيرها .



الطيب

Tuesday, March 13, 2007

عندما تعمى القلوب وتزيغ الاحاسيس ؟؟ - 2



· اعتبر الإسلام الزنا فاحشة واقر عقوبتها ، ولم يكن توصيفه للواط والسحاق بأقل من ذلك حيث اعتبرهما فواحش نهى عنها وقرر الشارع للشذوذ الذكوري عقوبة رادعة إذ قال صلى الله عليه وسلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به " . أخرجه الترمذي رقم /1376 /

اما الشذوذ الانثوي فقد روي عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال فيه : " سحاق النساء زنا بينهن " رواه الطبراني و قال صاحب الخفاء بأنه حديث حسن

  • لافتة للانتباه محاولة أصحاب تلك المدونات في غالبيتهم الترويج لفكرة تدعي بأن هذا النوع من السلوك سلوك إنساني لا انحراف أو شذوذ فيه ، فهم حسب ادعائهم خلقوا على تلك الشاكلة دونما رغبة أو مشاركة أو تدخل منهم ، ويعتبرون ما هم فيه بالتالي جزءا من حريتهم الشخصية مادام لا يؤذي الآخرين أو يضر بهم حسب اعتقادهم . وكما في كل مجتمع نجد تنوعا وتعددا في توجهاته الفكرية ، نجد هنا من يحلو له أن يلبس ميوله المنحرفة زيا شرعيا يحلله وينآى به عن المحرمات والمعصيات ، ومنهم من يتواضع ويقر بحرمة الفعل لكن مع التمسك بأنه ليس زنا بأي حال ، وبأنه لا يصل إلى درجته إذ لا ينتج عنه لا اختلاط في الأنساب ولا اعتداء على الأعراض ؟؟ وهذا دأب من يعلم بوهن موقفه فيبحث عن أي شيء وكل شيء ليدافع به عن وجهة نظره .

هو سلوك منحرف لا محالة عما جبل عليه البشر كافة ، وأي انحراف عن القاعدة لا يمكن أن ينعت إلا بالشاذ ، وهو على ذلك شذوذ بين ، وإن كانوا ينفرون من هذا التوصيف ويلجأون إلى كلمات أخرى لعل أكثرها تداولا المثلي والمثليين ، محاولة منهم تخفيف وطأة التوصيف أو هي محاولة لتجميل ما لا اعتقد انه يجمل . وأنا بهذا لا أعتدي على حقوقهم التي ينادون بها ، إن كان يمكن أن يكون لهم حقوق في دول تحرم شرائعها وقيمها الدينية ميولهم وأفعالهم الشاذة ، بل وتعاقب على ارتكابها .

  • تبذل غالبية الشاذات جهدا كبيرا لإقناع من يقرأهن بأن ما يقمن به أقل درجة وأدنى شأنا مما يرتكبه الشواذ من الرجال ، سواء من حيث موقف الشرع منه ، أو من حيث ارتباطه المباشر بالعملية الجنسية . وتدعين أن ممارسة الجنس بالنسبة لهن مسألة غير أساسية أو حتمية كما هي لدى الشواذ من الذكور ؟؟؟؟ وفي هذه الأقوال بالطبع مغالطة و مواربة للحقيقة ، ومحاولة للي عنقها ، أو هي من باب المجادلة و السفسطة ، أو إذا أحسنا الظن فهي من باب جهلهن بحقيقة أمرهن .

  • بلغت المبالغ بالبعض ، ومنهم مدونة مغربية أسمت نفسها صوفيا (وصفصف وصافي) ؟؟ والتي لا أضن عليها بالاعتراف بجمال أسلوبها وبلاغته ، إلى أن تنبري للدفاع بضراوة عن شذوذها النسوي في الوقت الذي تشن فيه هجوما عنيفا على الشذوذ الذكوري محللة ذلك ومحرمة هذا ، مصورة ذلك طهرا وبراءة وعفة ومحملة هذا كل الوزر والإثم ؟؟ حتى انك لا تملك أمام ما تقرأه إلا أن تبتسم مستعيذا بالرحمن من مدى الضلال الذي وصلت إليه ؟؟ فشر البلية ما يضحك ؟؟ ناهيك عن تأكيدها الدائم على كرهها للرجال وضيقها بهم ( وهو أمر أتفهمه بالنسبة لحالتها ) ونشرها توقعات بانقراض الرجال من على الكرة الأرضية ؟؟ وبأنهم لا لزوم لهم ولا ضرورة فهم في حكم المنقرضين فعلا وإن وجدوا ؟؟

  • تبدو المعاناة التي يكابدها البعض واضحة من خلال كتاباتهم ، حيث تتنازع قلة منهم مشاعرهم تجاه دينهم ومشاعرهم تجاه رغباتهم التي زاغت عن الطريق السوي ، ولسان حالهم يقول كم كنا نتمنى لو بارك ديننا ما نقوم به وأجازه ؟؟ وهذا مؤشر على حاجة بعضهم ( ممن يرجى صلاحهم ) لجلسات علاج وتقويم نفسي قد تعود بهم إلى جادة الصواب . وان كان هذا لا ينفي وجود نماذج أخرى كثيرة تبدو لا أمل في عودتها عما هي فيه ولا يعنيها لا دين ولا شرع ولا ملة .

  • أشارت الفتاة المغربية التي أومأت إليها سابقا في مدونتها إلى خبر تأسيس مؤسسة أو منظمة للشواذ المسلمين في لوس أنجلس للدفاع عن حقوقهم وللفت الانتباه إلى ما يعانوه ؟ واللافت للانتباه أنهم ضاق بهم الكون كله حين بحثوا عن اسم لمؤسستهم فما وجدوا إلا اسم " الفاتحة " ؟؟ وهو اسم له ما له من مدلولات ويعكس ما يعكسه عن نفسية هذه الفئة من البشر التي يكاد يجمع جلهم على أن التقدم والتطور ومسايرة العصر تحتم القبول بهم والتعايش معهم والاعتراف بوجودهم والإذعان لطلباتهم الشاذة التي يأتي في مقدمتها السماح بزواجهم من بعضهم البعض ؟؟ ويربطون بين أي موقف معادي لما يطالبون به وبين التخلف والتزمت .
  • ويبقى أن أشير إلى أن من يريد الاطلاع على أقذع الشتائم والسباب وأسوأ التعليقات لغة وأدبا وأخلاقا فعليه أن يتصفح التعليقات التي ترد في بعض تلك المدونات ليتعرف على أي فئة نحن نتحدث .

يتبع

Saturday, March 10, 2007

كل الأيام لك


لتسمح لي كل امرأة في هذا الكون ، تحتفل بيوم المرأة أن أهمس في أذنها بكلمة : " لست أعتقد بأنك في حاجة إلى يوم كهذا لتحتفلي من خلاله بذاتك ، لأنك أكبر من ذلك ، ولأنك إن قبلت بهذا تحجمين دورك وتقبلين أن تكوني المستضعفة المستصغرة ؟؟ لست مشكلة تحتاج لحل ، ولست عبئا أثقل الكاهل فضاق به وكل ؟ أنت أمي التي أكاد أعبدها بعد ربي وأختي التي تهبني حبا يظلل دربي ، أنت الحضن الدافئ الذي يؤويني ، والحنان والملاذ الذي يغمرني ويحتوينيي ، أنت اللمسة واللهفة والرعشة والدمعة والخوف ، وأنت الصدر الذي أرتمي عليه حين يضيق بي الكون على رحابته فيحميني ...

وإن عانيت ساعة أو كابدت لحظة من صديقة أو حبيبة أو زوجة أو عشيقة ( بمعناها الواسع لا الضيق ) كما قد تعاني هي مني ، فلن أكفر أبدا بهذا الكائن الرقيق الذي لا تكتمل رجولتي إلا بأنوثته ، ولا تتجسد قوتي إلا بنعومته ، ولا أدري قيمتي إلا بمحبته ،فهو الذي يمنحني ويغدق علي ويحيطني بما لا يقدر بثمن ، وهل يقدر حب الأم وحنان الأخت ووداد الصديقة ووله الحبيبة أو الزوجة الصالحة بثمن .... المرأة يا سيدتي ليست يوما إنما كل الأيام .. ؟؟؟؟ "

Thursday, March 08, 2007

حينما تعمى القلوب ؟؟ - 1_

كانت لحظة شوق للقراءة حين أبحرت كما هو دأبي بين المدونات ، فقادتني صدفة ذلك اليوم إلى مدونة حكايات فريده وهي مدونة سبق و زرتها على عجل فاستمتعت برشاقة قلمها وطراز تفكيرها ، كانت زيارتي الأخيرة هذه أكثر أناة من سابقتها ، وسمحت لي بأن أعرج على مقال ثم مقال ثم آخر لأجد نفسي فجأة أمام كتابات تناولت فيها فريدة موضوع الشذوذ الجنسي والشواذ ، مجملة وجهة نظرها ، مجيبة على انتقادات وتعليقات بعضهم .

هكذا ، فجأة ، ودون مقدمات أو تعمد ؟ غصت في أجواء كنت أنفر منها ولا أزال ، ربما لغرابتها بالنسبة لي أو لضبابية هذا العالم الذي لم يكن يصلني به سوى بعض الأخبار أو المقالات التي أقرأها ، أو بعض الكلمات المتناثرة التي تترامى إلى مسامعي من هنا وهناك ، أبى فضولي علي هذه المرة إلا أن أعاند نفسي فأجبرها على إتمام الاطلاع على ما بدأت في قراءته وعلى بعض التعليقات الملحقة والمدونات ذات الصلة التي أشارت إليها ، والتي تمتد كأنها متاهة لا تنتهي ؟؟؟ فإذا بي أجد نفسي محاطا بمواقع لشاذين جنسيا ذكورا وإناثا ؟؟ وهو ما أصابني لا أقول بهلع إنما بصدمة وبذهول لما عاينته من تفاصيل لم أكن قد اطلعت عليها يوما ، ولا حسبت أن هناك من يجرؤ على سردها بفجاجة قل نظيرها كتلك التي رأيت .

هو عالم بحد ذاته ، خاص بأهله ، لا يعلم ولا يلم بتفاصيله إلا ساكنوه الذين يؤثرون البقاء في دهاليزه وعتمته على الخروج إلى النور ، والذين ما خالطت يوما أحدا منهم عن قرب رغم سنوات العمر التي مضت ، ورغم تجوالي في هذه الدنيا الواسعة ؟؟ ، أو لعلي أكون قد خالطت بعضهم دون أن أكتشف حقيقة ميولهم تلك ، ودون أن أتنبه أو التفت إلى ما قد يوحي بذلك .

ترددت في خوض غمار هذا الموضوع لحساسيته وحرجه ، لكن كم الاستفزاز الذي تولد بداخلي بعد قراءة ما قرأت حسم التردد لصالح الكتابة ، قد أكون محقا في اختياري وقد لا أكون ، وقد أكون مصيبا في قراري وقد لا أكون ، لكنني حتما أرحب برأي من اعتبرني مصيبا ذات ترحيبي بمن رآني مخطئا ، ما لا أتمناه أن يعتقد البعض أو يظن باني حين اكتب في أمر كهذا إنما ابحث عن موضوع مثير أو صادم ؟ فهذا ليس هدفي ولن يكون .

أتراه مفيد التحدث عن هذا العالم أو هذه الظاهرة ؟ التي تبقى شذوذا نعلم بوجوده منذ الأزل ومستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ؟؟ وهل يحق لي أن أتناول هذا العالم الذي أقر بأني لا أعرفه ولم أخبره يوما ؟؟ لست أدري .. كل ما أدريه أني اطلعت على أفكار وآراء ومغالطات كثيرة أبى القلم تجاهلها ، وأصر على رصدها و إبداء رأي وتعليق بشأنها على أن يلتزم بتناول ما هو واثق منه متيقن فقط . وكم هو صعب أن تخوض كتابة في أمر كهذا وأنت تصر على تحاشي الكثير من الكلمات والعبارات والصفات والتوصيفات التي تعتقد أنها قد تؤذي بعضا أو تجرح بعضا حتى وإن كانت ضرورية أحيانا لإيفاء المعنى حقه من الوضوح والمباشرة .

  • ولنتفق أولا على ثابت أساسي لا يجادل فيه إلا غير منصف وهو أن هذا النوع من الميول المنحرفة محرم ، ليس في الإسلام فحسب بل في جل الشرائع السماوية وأكاد اجزم بحرمته حتى في الشرائع الكبرى الوضعية . ويستوي في هذا الشذوذ الذكوري و الأنثوي ، فكلاهما محرم إسلاميا وكلاهما منهي عنه ولمرتكبهما عقوبته الواضحة التي لا لبس فيها . بغض النظر عن أسباب ودوافع هذه الميول فهي لا تغير من واقع الأمر شيئا .

يتبع

Thursday, March 01, 2007

السجن ، موطن الشرفاء ؟؟

محمد خلف حسن إبراهيم ، مواطن عربي بسيط ، من عائلة بسيطة ، وواحد من ملايين المسلمين الذين عمروا هذه البسيطة ، فيهم محمد ومنهم خلف وبينهم حسن وبعضهم إبراهيم ؟ لكن من جمع في اسمه هذه الأسماء كلها واحد .

إن رأيته لن يلفت انتباهك ، ولن ترسخ ملامحه في ذهنك طويلا ، فوجهه ككل الوجوه المنهكة في هذه الأمة ، أذبلتها التجاعيد قبل الأوان ، ولفحتها الشمس اللاهبة بلا استئذان ، يعيش الحياة لحظة لحظة ، يشغله قوت يومه وتنهكه هموم عمله . قد أكون أنا هو ، وقد يكون هو أنت ، يحيى الحياة في أدنى معاييرها ، وربما أدنى من أي معايير ، يكابدها ، يعانيها ، يطوعها ساعة وتطوعه دوما ؟ يصبر ويصبر ويصابر وليس له إلا الصبر حتى أدمنه ، ضاق بالدنيا وضاقت به ، لكنه حامد إلى الأبد ، وشاكر بلا أمد ، يمني النفس بحياة قادمة أفضل ، ينال فيها كل ما ضنت عليه به حياته هذه العابرة ؟ إيمانه ثابت لا تهزه قسوة الحياة ولا ينال منه شظف العيش ، ولا تخدشه المعاناة الدائمة .

محمد خلف حسن إبراهيم نال من عمر الحياة ثمانية وثلاثين عاما ، واختار أن يكون شرطيا ( أمين شرطة ) لكنه اختار أيضا أن يظل شريفا ، لم تغب عن باله مقتضيات عمله : الضبط والربط والتزام بالأوامر ، لكنه لم يسمح لتلك المقتضيات بأن تحيد به عن الشرف كما يراه ويفهمه ، أجرته كل ما يملكه من الدنيا ، إن توقفت تقطعت به وبأهله سبل الحياة على ضيقها . ولأنهم يدركون أنه شريف طالبوه ، وألحوا ، وكلفوه بأن يستنفر للدفاع عن سفارة إسرائيل في القاهرة ، رفض ، ضيقوا عليه الخناق وهددوه فامتنع عن الطعام ، ورفض ، وهنت حالته ، دخل المستشفى ، لكنه رفض ، حاكموه ، وحكموا عليه ستة أشهر سجنا لأنه رفض ، ورفض .

محمد خلف حسن إبراهيم اسم جديد لشريف جديد تزدان به قائمة المساجين ؟ لم ترهبه كلمة لا كما ترهب الكثيرين فصرخ بها ، ولم يرهبه الرفض فجاهر به ، وآثر حبس جسده على أن يحبس شرفه ...

الآية انقلبت ، والصورة اليوم انعكست ، وما عاد السجن مأوى المفسدين الفاسدين ، ولا معقل الطغاة الجناة العتاة ، بل أصبح موطن الشريف حتى يتخلى عن شرفه ، وموطن العفيف حتى يهجر عفته ؟

لتذكروا معي دوما محمد خلف حسن إبراهيم ، ولنحييه في محبسه ، ولنشد من عضده ، ولنجعل من عتمة السجن الذي أرادوا أن يواروه في غياهبه حتى ننساه نورا يزيده بريقا وألقا ، فبأمثاله نستطيع أن نرى صبحا آخر .

الطيب