Tuesday, July 03, 2007

قصيدة " البتاع " لاحمد فؤاد نجم

في مسألة الصحراء والصحراويين - 1


طرح المغرب مشروعه للحكم الذاتي في الصحراء المغربية .. وجيش له الوفود والمال والنفوذ ، وطاف به على دول العالم شارحا مفسرا وطالبا الدعم حتى من دول لا اعتقد أنها بقادرة على فعل أي شيء ، كعمان مثلا ، إنما بذل جهدا طيبا في سبيل دعم قضيته التي نراها محقة .

ثم نوقش المشروع في مجلس الأمن ، حيث تقرر إجراء جولة من المباحثات المباشرة في مانهاست بنيويورك مع وفد من البوليزاريو بمشاركة دول أخرى كموريتانيا والجزائر وفرنسا واسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية ، وهو الاجتماع الذي انعقد فعلا وانفض على وعد بلقاء آخر في شهر أغسطس المقبل .

لم ترق لي تلك اللغة التي تحدث بها المغرب قبيل وأثناء وعقب الاجتماع ؟

لم ترق لي تلك اللغة التي غلب عليها طابع المهادنة المبالغ فيها ، والليونة والمرونة التي افتقدت لأي حس أو ذوق سياسي ، وبدت وكأنها تنحو نحو استجداء العطف والمساندة والظهور بمظهر الطيب الوديع ؟؟ في الوقت الذي تواصلت فيه تهديدات الخصم ؟؟ .

جميل أن نتحدث عن الأخوة والأشقاء حين يتحدثون هم بذات اللغة ، وجميل أن نبدي حسن النوايا إنما بقدر محسوب دون أن نلغي اختياراتنا الأخرى واستعدادنا للاحتمالات كافة ؟ وإذا كنت اتفق تمام الاتفاق على كون الجزائريين ، كشعب ، أخوة وأشقاء فأنا لا أعتبر الطبقة الحاكمة هناك كذلك وهي التي ما انفكت تعمل على إيذاء المغرب وشعبه على مدار عقود من الزمن ، واختلقت له من المكائد ما يطول الحديث عنها .

ولست ادري كيف يمكن لزمرة البوليزاريو أن تصبح بين عشية وضحاها أخوة لنا وأشقاء وهم الذين ربينا على نعتهم بالعصابة والمرتزقة ، وهم الذين سفكوا من دمائنا الكثير واحتجزوا مئات الأسرى المغاربة في ظروف مأساوية مهينة ، ولا يتوانون حتى الساعة عن التوعد والوعيد بمعاودة الهجوم المسلح ضد المغرب منطلقين من الأراضي الجزائرية ومسلحين بالعتاد الجزائري ؟؟

ما رشح عن تلك الاجتماعات يؤكد أن تصلبا جزائريا وتعنتا من جبهة البوليزاريو سيطرا على الأجواء ، وأن الوفد المغربي أبدى ، أو أوحى ، بإمكانية إضفاء تعديلات على مشروعه للحكم الذاتي ؟؟؟ وأن سبب إرجاء الاجتماع إلى شهر أغسطس كان على أمل أن يعدل المغرب من موقفه ؟؟؟ لا على أمل تراجع البوليزاريو عن بعض مواقفها .

ولكم هالني هذا التسريب ، ولكم أتمنى أن يكون مجرد إشاعة لا أساس لها ، أو نوعا من أنواع الهذيان الصحفي .. لكن المقلق أن ما عهدناه دوما تصلب جزائري ومرونة مغربية . وقد ضقنا حقيقة بهذه المرونة لأنها مرونة مع من لا يستحقها ومع من لا يقدرها ويعتبرها سمة ضعف لا سمة قوة . وإذا كان حكام الجزائر يراهنون على ظهورها ( الليونة ) في الساعات الأخيرة ؟؟ واضعين نصب أعينهم تجاربا سابقة و المسألة الموريتانية التي لم تطوها يعد صفحات التاريخ ولم تحجبها ظلال النسيان . فأنا رغم ذلك لا يبارحني الأمل في أن يتحلى الموقف المغربي هذه المرة بالصلابة المطلوبة مقرونة بالذكاء السياسي ، فالمشروع المغربي المقدم هو أدنى ما يمكن أن يرتضيه الرأي العام المغربي ..

نحن جيل جبل بقضية الصحراء وأمن بها.. وتحمل من أجلها تبعات كثيرة ، وتضحيات أكثر ، تراوحت بين أرواح لشهداء قدموا أرواحهم فداء للقضية ، وتنمية انخفضت وتيرتها في البلاد إلى أدنى المستويات لترتفع بالأقاليم الجنوبية ، وبطالة طالت مئات الألوف من الشباب المتعلم ، وتدهور في مستوى العيش وصل إلى أدنى المستويات ، .......... لكننا تجاوزنا كل ذلك وتعالينا عليه تشبثا بالأرض وبالسيادة التي وعدنا بها .

ألطيب