Saturday, February 16, 2008

إســــاءة


لم يسيء إلي

ذاك الذي جرح في

إنما أساء إليكِ

نسي ربما أو تناسى

ونسيتِ حتما أنني من نسيج

هو ذاته الذي لديكِ

وأن دماكِ في عروقي

ودماي بدت من وجنتيكِ

وأن ماء جبيني

من ذاك الذي

تندى به يديكِ

فحنانيكِ يا سيدتي

حنانيكِ

تماديتِ في العناد

وما رأيتِ في الألوان لونا

إلا السواد

ولا في الخصال خصالا

إلا نفورا وجحودا وابتعاد

حتى غدا عنادكِ عادة

وغدا ابتعادكِ اعتياد

*****

سلي أيامكِ الماضيات عني

وقلبي دفتر الذكريات

وابحثي لو نسيتِ حقا

سأبدو لكِ في كل سطرٍ

في كل حرفٍ

وفي جميع الصفحات

واحسبي

إن استطعتِ حسابا

كم صورة لي رسختْ

في قرار عينيكِ

وكم من مرة نطقتِ باسمي

وكم من بسمةٍ رسمتُها

بكل الحبِ على شفتيكِ

وكم كنتُ ظهرًا

وكم كنتُ صدراً لك

لصيقاً .... محيطاً

كالسوار الذي

زان معصميكِ

فحنانيكِ يا سيدتي .... حنانيكِ

وتذكري أنني منكِ

وأنتِ مني

وأن ما يسيء إلي

لا بد مرتدٌ إليكِ

*****

لو نسيتِ ما كانْ

أو تناسيتِ ما يكونْ

أو هان كل شيءٍ

أو غدا اليوم يهونْ

لو تغير فيكِ كل ما فيكي

لن تتلبسني دهشة المجنونْ

ولن يلجمني سكوتٌ مطبقٌ

ولا صمتٌ أو سكونْ

ففي الدنيا من الغريبِ كثيرٌ

يلجم اللسان قسراً

ويفتن المفتونْ

لم يسيء إلي ذاك الذي جرح في

إنما أساء إليكِ

نسي ربما , ونسيتِ حتما أنني

من نسيج هو ذاته الذي لديكِ

وأن دماكِ تسري في عروقي

وتتبدى دمايَ

من وجنتيكِ

الطيب