ككل عام
ها هو عام آخر ينحني متثاقلا ليحمل حقائبه ويرحل . هو عام ككل عام يأتي ليمضي بما حمل ، وككل عام مضى يأخذ من العمر عاما معه ، مادام في العمر بقية ، وككل عام نستبشر بعام يأتي ونعقد الآمال عليه ، لعله لا يخذلنا فنحقق خلاله ما لم يتحقق في الأعوام التي مضت ؟ إن لم يكن هذا فذاك وإن لم يكن ذاك فذلك .
تلك الحقائب المتورمة التي انحنى يحملها بمشقة ، لن تدخل دهاليز النسيان ، ولن تظللها عتمة التاريخ ، ولن تحجب رؤياها طلعة العام الجديد ، فلكل منا فيها ركن ، مجهري صغير ، يلملم أفراحا فرحناها أو أحزانا كابدناها ، آمالا وأماني تحققت أو طموحات ومساعي وئدت ، وساعات من الصفو سعدنا بها أو هي تعكرت فتكدرت ، فيها عمر من العمر عشناه ، لن ننساه ، سوف يخطر على البال مرارا لنستعيد ذكراه .
نتمنى أن يحتفي العام الآتي بنا كما نحتفي به ، ويسعد بنا كما نسعد به ، يرانا كما نراه ويرسم صورة لنا كتلك التي رسمناها له .. ولما كان هذا العام الذي أخاطب أياما وأسابيعا وأشهرا لا حول لها ولا قوة ، تأتي محملة بأحداثها ، بقضائها وأقدارها ، يصبح العمل بمقولة الرسول الكريم "صلعم" " لا يرد القضاء إلا بالدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر " هو الحل ، فلنعمل كثيرا ، ولندعو كثيرا ، ولنبر كثيرا .
كل عام وأنتم بخير