Wednesday, August 30, 2006

الوان مغربية - 1

ألوان مغربية - 1

سنة وشيعة

سنة وشيعة

تراجعت الدبابات والمدرعات ، سكن أزيزها وسكت دوي المدافع ، خمدت النيران ، ، جف مجرى الدم ، وبدأت تندمل الجراحات ، ها قد انتهت جولة من جولات المعركة السابقة اللاحقة مع العدو ، بانتظار جولة أخرى لا شك قادمة يعلم الله وحده متى وأين وكيف .

حزب الله أدى هذه الجولة ، ولم يكن مطالبا بأن يعطي أكثر مما أعطى ولا أن يؤدي أكثر مما أدى ، فما أعطاه وأداه كانا أكبر بكثير مما توقع أكثرنا تفاؤلا وأقوانا إيمانا بحزب الله ، قدم قتالا وبسالة ، وانضباطا واحترافا ، ودما وأرواحا ، قدم لامته نصرا وعزا ، قدم رعبا لإسرائيل وهزيمة وتهجيرا ونزوحا ودمارا ، قدم أكثر مما قدمته جيوش عربية جرارة أهدرت عليها ملايير الدولارات فلا هي صنعت نصرا ولا حققت عزا ولا هي تركت الأموال لهذه الشعوب المطحونة تنعم بها أو تنعم بما قد يتركونه لها إن تركوا شيئا .

اليوم وجبت تحية هذا الحزب ، ووجب التقدير والاحترام ، ليس يعنيني في هذا المقام كون الحزب شيعيا وكوني سنيا ، و ليست تعنيني في هذه اللحظة تلك الخلافات المذهبية التي دامت مئات السنين ، فلا الوقت وقتها ولا الظرف ظرفها ، كل ما يعنيني اليوم أننا مسلمون وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا ، في لحظة مصيرية كهذه أتناسى كل الخلافات وأتجاوزها وأناصر وأهتف وأحيي حزب الله ، وأندهش وأعجب وأقدر كل ما قدمه ، بل أسير أبعد من كل هذا وأهتف باسم حسن نصر الله قائدا وبطلا للأمة .

لن تسوقني كلمات وشعارات الحكام الحكماء ورائها عن خطر الشيعة والتشيع ، والمثلث الشيعي ، والخطر النووي القادم علينا من إيران ، وولاء الشيعة العرب لإيران ، ولن يكون موقف الشيعة العراقيين أو الإيرانيين المخزي المتخاذل المهادن للاحتلال في العراق سببا لأن أغمض عيني عما تم في لبنان وعما تحقق من نصر عزيز ولن أحمل ذلك الموقف المهين لشيعة لبنان بأي حال . حين تذكر العراق يقال ما يلزم قوله ، وحين تذكر لبنان يقال ما يلزم قوله فليعط كل ذي حق حقه .

هؤلاء الرجال أثبتوا رجولتهم بالدم وبالأرواح وبالفداء ، أما رجالات الحكومات العربية فيحاولون إثبات رجولتهم بالكلمات والوعود الخاوية والفتاوى اللحظية التي تثير الفتن والفرقة .

أما علاقتنا بإيران والخطر النووي الإيراني القادم ( إن وجد ) فلي فيها كلمة قادمة .

الطيب