Wednesday, September 20, 2006

رمضان مبارك

رمضان كريم


رمضان كريم

ها هو شهر رمضان المبارك بات على بعد خطوات منا ، وكأنني به يطرق الباب مستأذنا في الدخول ، واثقا مطمئنا أننا في شوق إليه وحنين ، مرحبين ، منتظرين منذ أحد عشر شهرا . وهاهي أجواءه غمرت الأجواء ، ونسائمه عمت النسمات ، ها هو جاء يحتفي بنا ونحتفي به .

رمضان محطة نحط خلالها رحالنا وأثقالنا ، نهدأ ، ونتنحى طيلة أيامه عن دوامة الحياة التي تعركنا ، ونزهد خلاله في شهوات دنيانا التي لا تنتهي ، ها نحن نستكين ، ويسمو إحساسنا بمعاني الصلاة ، وحلاوة التعبد و متعة قراءة القرآن و نشوة فعل الخير ، نمارس سلوكا أكثر تهذبا ، وأكثر إنسانية مما نمارسه بقية الأيام ، نلجم النفس فتذعن صاغرة ، ونختار للسان ما ينطق به ، وننتقي للعين ما تراه ، وللأذن ما تستمع إليه ، ولليد ما تصنع وما تمتد إليه ؟ في رمضان نفعل ما يجب أن نفعله طوال العام ، لكن ضعفنا ، و دوامة الحياة التي لا تكف تطوح بنا هنا وهناك ، وملاهيها ، تأخذنا ، حتى أننا لا نفيق إلا حين يهل هذا الشهر الكريم .

أجواء رمضان وطقوسه هي قرآن ورجاء ودعاء ، وخير وبر ، وفرحة وعبادة وتقوى ، هي هدوء يسكن النفس ، وإيمان يعمر الروح ، وأكل وشراب طيب ولم لا ؟ باختصار شهر رمضان شهر كريم فضيل .

كل رمضان وأنتم بخير .... ورمضان كريم

ألطيب

اما آن لهذا الإجرام أن يحد ؟


أما آن لهذا الإجرام أن يحد ؟

هذه الحادثة الإجرامية التي وقعت في حي الرياض ، وهو من أرقى أحياء الرباط ، وقتل وسرق خلالها مواطنين أوروبيين في عقر دارهما ، تشير إلى حالة الأمن المهلهلة التي وصل اليها قلب العاصمة ، فما بالك بالاحياء المهمشة والمدن النائية والقرى والبوادي ؟ .

لم نكن بحاجة إلى هذه الحادثة المروعة ،التي سبقتها حوادث أخرى ، لننتبه إلى الحالة الأمنية المتردية التي نحيى في ظلها ، لكننا نأمل أن تكون ناقوسا يقرع في آذان مسؤولي الأمن ينبههم إلى ما وصلت إليه الأحوال ، أما نحن فنسمع كل يوم ونشاهد ونلمس هذا القصور الذي يستفحل يوما بعد الآخر ونكون نحن ضحاياه ، وإذا كانت أعداد رجال الأمن في العاصمة قد زيدت راجلين ، ومزودين بدراجات نارية ، وسيارات عادية و رباعية الدفع ، فإننا لم نلمس أي تحسن أمني وظل مهترءا ، بل ربما تحول هؤلاء في أحيان كثيرة إلى مصدر إزعاج أومضايقة للمارة أو لراكبي السيارات حيث يمارسون عليهم تسلطا لا مبرر ولا مسوغ قانوني له ؟ في الوقت الذي يبدو فيه هؤلاء الأشقياء الذين يروعون المواطنين غير متأثرين بهذا العتاد أو هذه الأعداد التي زيدت والتي يبدو أن مهمتها تشمل كل شيء وأي شيء إلا توفير الأمن لي ولغيري من المواطنين العاديين الكادحين الذين غدوا يعانون ما يعانونه من هذا الانفلات الذي سمح للأشقياء بتوقيف المارة في أي مكان وفي أي زمان لخطف ما يحملونه من ذهب أو نقود أو محافظ أو تلفونات نقالة أو حتى أحيانا ما قد يرتدونه من نظارات أو أحذية رياضية غالية الثمن ؟؟؟

ولم يسلم من ذلك من يسير راجلا في شارع كبير ، أو في زقاق صغير ، أو حتى من يركب حافلة عمومية ، أو سيارة خاصة إذ يتحينون ازدحام الشوارع وتوقف السيارات في الإشارات الحمراء ليتصيدوا من ترك زجاج سيارته مفتوحا ومن يسرح غافلا فينهبوه في وضح النهار ؟؟

هذه المظاهر التي غدت جزءا من الحياة اليومية التي ألفها الناس ، تتزايد إلى حد مخيف في أيام ما قبل رمضان ، وما قبل الأعياد والمواسم ، وإذا كان غريبا أن لاتستنفر الأجهزة الأمنية بكامل عددها وعدتها لتقضي على هذه المظاهر المخزية ، رغم مرور سنوات على تفشيها ، مكتفية بدور المشاهد المتفرج الذي لا يعنيه الأمر، فإن الأغرب هو أن تجد حوادثا كهذه تتم أمام الملأ في الأسواق أو الشوارع المزدحمة دون أن يحرك الناس في ذلك المكان أي ساكن إلا ما ندر لنجدة أخ أو أخت لهم أوقعه حظه العاثر بين يدي لص مهما كانت ظروفه التي دفعته إلى هذا الانحراف فهو مجرم آثم ؟ وكان الأجدى بالناس أمام غياب دور فعال للشرطة أن يكونوا أكثر تآزرا يحمي بعضهم بعضا ، لكننا للأسف فقدنا حتى هذه المشاعر التي وعيناها في صغرنا وتربينا عليها .

ليس مهما أن تعلن الجهات الأمنية عن اعتقال الجاني بقدر ما كان مهما أن تحبط السرقة قبل وقوعها ، وتمنع قتل اثنين من الناس كانا ضحيتين أضيفتا الى لائحة طويلة من الضحايا تركا ورائهما أطفالا سوف تظل صورة المغرب في أذهانهم صورة مرتبطة بانعدام الأمن والاجرام ما حيوا .

الطيب