Saturday, December 09, 2006

مغير الاحوال

مغير الأحوال

التقينا

ما عدت أذكر

أي يوم كان اللقاء

هل كان سبتا ؟

أم خميسا ؟

أم تراه كان يوماً ثلاثاء ؟

أذكر

أنه كان مغربا

وقد تغلغلت سمرة المساء

كنت واقفا و صديق

قرب مقهى

على الرصيف

ربما

أو كنا على مسار الطريق

كنت ضجرا

أشكو ضجري

كنت أعاني مللا وضيق

وكان ضيقي لا يبارحني

أياما

ظل رفيقا لي لصيق

وكان الصديق

ثائرا بدوره

يلعن الدنيا

يلعن الزوج والأبناء

يلعن القهر

يلعن العجز والأعباء

تؤرقه إن غفا

تلازمه حين يفيق

كنا نغوص في يم من شكاوى

ونهوي في قاعه العميق

كنا كمن أدمن الليالي

وما عاد يرجو صباحا

كنا غريقا مستمسك بغريق

حتى لفنا عطرُ عطرٍ

هزني عنيفا

طوقني

ليتني أعلم

من أي زهر كان

أو من أي رحيق

غسل ضيقي

غسل مللي الذي لازمني

وأبى أن يكون رحيما أو رفيق

ملت يسارا

درت خلفا

فإذا به قد هب يمناي

سرى بأنفاسي

وأبرأني

ومر من صدري

إلى كل زواياي

وكأني ما كنت أعاني

وكأني غدوت سواي

تذكرت الصديق

لم أجده

حتى لمحته بعيدا

سعيدا

تخطى الزحام

عبر الطريق

خفت أعباؤه

هدأت أنواؤه

راح يقتفي العطر

أنا راح

يشده سحر

يشده جمال

وبريق

ما عاد يأبه بالدنيا

ومن فيها

ولا بالذي يليق

أوليس يليق

هكذا في لحظة

تولد في النفس نفس

و يستبدل الله ما لم تطق

بالذي تحب وتعشق

وتطيق

الطيب