Thursday, August 03, 2006
هذا هو حجمهم
هذا هو حجمهم
كم يهولنا ما نسمع عن تخاذل بعض الأنظمة العربية الأقرب لإسرائيل ، والأغنى ، والأكثر عددا وكم يؤلمنا ما نسمعه عن تواطؤها الفاضح في تصفية المقاومة في لبنان وفلسطين . كلام لم تردده وسائل الإعلام فحسب أو الصهاينه فقط ، بل جرى ذكره على لسان مسؤولين عرب كنائب رئيس الوزارة ووزير الخارجية القطري ( وان كان عليه ما عليه هو الآخر ) . أحوال العالم العربي تدفع الإنسان إلى السكون والكمون ، إلى التأمل والتألم لكن فعل مقاومتنا في كل يوم بل في كل ساعة وكل لحظة كان أقوى من التواطؤ والتخاذل وأوقع ويبشر ليس بشرق أوسط جديد إنما بعالم عربي جديد لا مكان فيه للكمون والسكون ولا للتألم والتأمل ، فمنذ بدأت حرب لبنان سجلت مقاومتنا البطلة وتسجل صفحات شرف وعزة وفخار نسينا طعمها ومذاقها بعد أن هجرتنا طويلا .
ما آلمنا سماعه وما ذاع ذكره أشار إلى أن الزعماء العرب في الدول المشار إليها وفروا بمواقفهم المتخاذلة قاصدين لإسرائيل وللولايات المتحدة الأمريكية الغطاء والشرعية لبدء هذه الحرب القذرة ضد لبنان وشعب لبنان . لم استسغ هذه الفكرة ولم تستهويني أبدا ، فهل حقا يمكن أن يقدم هؤلاء الغطاء لتلك الدولتين لتفعلا فعلتهما في لبنان ؟؟ سؤال فكرت فيه دون أن أطيل التفكير وأجبت نفسي : كلا .. لا يمكن ويستحيل ، ليس لحسن الظن بهم ولا لأنهم قد يأبون أن يكونوا مطية للعدو أو خنجرا له في خاصرة إخوتهم ، إنما لان إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لا تحتاج لا لغطائهم ولا لموافقتهم ولا لمباركتهم ونحن بافتراضنا هذا الافتراض نعظم شأنهم ونعطيهم أكثر مما لهم ، فأمريكا لا تستشيرهم في أمر إنما توجههم أينما شاءت وكيف شاءت .
نعم هي مقاومتنا ، فهي تقول ما نريد قوله وتدرك ما تتمناه العقول وتشعر كم عانينا من الإحساس بالمهانة والاستصغار وما كنا يوما صغارا ولا أذلاء . هي مقاومتنا مهما تعالت الأصوات النكرة والتحليلات المريبة التي تزرع بذور الشقاق وتغذيه ، ومهما سطرت الفتاوى التي تصاغ حسب الطلب والظرف والمناسبة ، لتنهانا عن نصرتهم والدعاء لهم بل لتتخطى النهي إلى التحريم . فتاوى لا نرد عليها ولا نلتفت إليها فحساب من يعدها ومن يطلبها ومن ينشرها عند خالقه سبحانه وتعالى .