أثناء قيامي بتحميل بعض المواد من الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) وقعت عيناي على مادة موسيقية مغربية بعنوان حاجب سكران – فضيحة مغربية - ؟؟ منعوتة بأغنية شعبية ، ورغم كوني لست من الميالين ولا المتذوقين أو حتى المستمعين لما يسمى لونا شعبيا لما ألمس فيه من ركاكة في الكلمة واللحن ، فقد دفعني فضولي بعد قراءة هذا الاسم الغريب للأغنية متبوعا بعبارة " فضيحة مغربية " إلى أن أحمل هذه الأغنية لأستمع إليها ، و ليتني ما فعلت .
لقد هالني ما سمعته ، وكم من مرة عمدت إلى إعادة الفقرات اعتقادا مني أني ما استمعت إليها كما يجب أو أني هيئ لي ، لكنني وبعد جهد وجدتها أغنية مدتها حوالي ثلاثة عشرة دقيقة ؟؟ تحتوي على أقذر ما يمكن أن يستمع إليه الإنسان من كلمات ، ليست مسفة فحسب وإنما يندى لها الجبين ، وهي لا تكتفي بالإيحاءات البذيئة بل تتخطاها إلى وصف مقزز للأعضاء الحساسة في جسدي المرأة والرجل ؟؟ ووصف مخزي للممارسة الجنسية بينهما بشكل لا يمكن أن يتجرأ على البوح به حتى أعتى المتشردين أو حثالة البشر في أكثر الأزقة أو الحواري فسادا ؟؟ فما بالك أن تستمع إليها ممن يطلق على نفسه لقب فنان أو مطرب ؟؟ ألا بئس الفنان هذا .
ربما قد لا يبدو الأمر غريبا للبعض لسابق معرفة ، أو لعله ممتع للبعض الآخر ؟ ، لكنه من المؤكد مقرف للغالبية العظمى ، وهو حتما تقصير مني ترتب عنه جهلي بهذا النوع من الفن ؟؟ لم أكن حقيقة أتوقع وجوده يسوق ويروج ويسمع بل وهو حتما يباع في الأسواق ويتداول بين هواة الاستماع إليه ، وهم لا شك من منحرفي المزاج والذوق . وأتساءل : إذا كنت أنا الرجل قد دهشت مما استمعت إليه بل صدمت ، بأي صورة كانت ستستقبل هذا النوع من الأغاني امرأة ما أو طفل ما ؟؟؟
أغان كهذه عندما يكون من السهل تحميلها من الانترنت ، وعندما تسمى غناء شعبيا مغربيا ، وعندما يستمع إليها من لم يعرف المغرب أو يزره ، من المؤكد أنه سينعت المغرب والمغاربة بأسوأ النعوت ونحن برءاء من كل ذلك ؟؟ غريب أن لا يكون هناك من يراقب ما يسوق ويباع ويشترى من الأغاني ، ويجيز ويحجب ما يستحق الإجازة والحجب ؟؟ ربما هي الحرية ؟؟ لست أدري ، لكن من المؤكد أنها ليست الحرية التي ننشدها ، وليست التي نسعى إليها ، بل هي حرية من الحريات التي ننعم بها والتي لا تزيدنا إلا جهلا وتخلفا ، وتضللنا عما يجب أن لا نضلل عنه .
ولا حول ولا قوة إلا بالله