Tuesday, February 05, 2008

منتخب وطني ام منتحب وطني

في الوقت الذي بدأت فيه المباريات الفعلية والمنافسة الحقيقية في بطولة كأس إفريقيا كان المنتخب الوطني المغربي قد ودع البطولة , غير مأسوف عليه , وقد بدا بمستوى تواضع إلى حد الوضاعة .

تابع كل المغاربة المباريات التي لعبها المنتخب ولاحظوا , كما لاحظت , ذلك المستوى الذي قدمه لاعبون محترفون انتهى بهزيمتين منكرتين وانتصار هللوا له أمام فريق لا حول له ولا قوة وهو المنتخب الناميبي الذي ما كان على منتخبنا إلا أن ينهزم أمامه حتى تكتمل فصول المهزلة التي حاكوا خيوطها المهترئة في غانا , وحتى يثبتوا لنا أننا بعثنا بمنتحب وطني ( بحرف الحاء ) لا منتخب . وبأن المحسوبية والواسطة والتدخلات كانت معيار ومقياس الاختيار .

لم تكن هذه أول مرة نصاب فيها نحن المغاربة بالإحباط وخيبة الأمل ولن تكون لأخيرة فقد ألفنا ذلك في جميع مجالات حياتنا و ليس في مجال كرة القدم فحسب فكل أمر اعتزمت حكومتنا الرشيدة الإقدام عليه لسبب في نفس يعقوب يعلو صوت التطبيل والتزمير والتهليل وتبني قصور الأمل التي سرعان ما تنهار على رؤوسنا ليسود السكوت والصمت والوجوم وكأن الطير قد حط على الرؤوس ؟ إلا قليل منا ألفوا التبرير والتفسير والتنظير , ولا أعتقد أن الترشيح حتضان كأس العالم مرة ثم أخرى وملحمة مدينة طنجة ببعيدة عن حدود الذاكرة .

ليس في المسألة سوء طالع , ولا سوء حظ أو تسلط أو عدوانية من الآخرين , إنما حقيقة الأمر التي لا تخفى على عين سوء تدبير منا لم يئن على ما يبدو وقت الفكاك منه وسوء إدارة وفساد عم واستشرى وحل وما ارتحل ولا أظنه براحل ما لم نغير ما بأنفسنا ولسنا بفاعلين على ما يبدو فقد ألفنا ما نحن فيه من وهن واستأنسنا فشلنا الدائم وإحباطاتنا حتى لكأنها خلقت لنا وخلقنا لها .

من تابع المنتخب الذي يطلق عليه مجازا "وطني " لاحظ بكل جلاء أن ليس له من الإسم إلا الاسم فقد بدا باهتا مائعا لا روح في لاعبيه ولا حمية ولا غيرة على اسم وطنهم أو أهلهم الذين تركوا كل شيء لمتابعة المباريات باحثين عن فرح استعصى , لم نر لاعبا واحدا أو ما كدنا يبذل من الجهد والعرق والاهتمام ما يجب أو على الأقل ما يوازي تلك الأموال الطائلة التي أغدقت على من أغدقت عليه دون حسيب ولا رقيب ؟؟ هي مليارات راحت كما راحت مثيلاتها وسوف تروح في الكرة وفي غير الكرة فملياراتنا كثيرة لابأس في أن يتخلص من بعضها ؟؟

وإذا كان اللاعبون ظهروا بالمظهر المخزي ذلك , وكأنهم استقدموا من جزر الواق الواق ليمثلوا المغرب , وإذا كان ما حدث يوضح مدى ضعف تعلق بعضنا بالوطن وغيرتهم عليه فإننا لن نرى مشهدا مختلفا أو مغايرا إن نحن نظرنا إلى الشارع المغربي أو الإدارة المغربية أو أينما يممت أو تجولت بناظريك , فمظهر اللا انتماء باد واضح وجلي ينمو يوما بعد يوم ؟؟ إلى الحد الذي غدا فيه الوطن عبئا على البعض يتحينون الفرصة للتخلص منه والخروج منه ليعودوا إليه سياحا زوارا ؟؟ محملين بما استطاعوا حمله من متاع دون أن يعتنوا بحمل ما يستحق الحمل من فكر جديد وعلم ومعرفة ... غدا المغرب عبئا على البعض الكثير لأنهم خلطوا دون أن ينتبهوا أو هم انتبهوا بين مفهوم الحكومة التي قد تكون عبئا ومفهوم الوطن الذي لا يكون كذلك أبدا لأننا نحن من نصنعه .

10 comments:

Anonymous said...

وايلي حتى انت شحال طماع

كنت طامع يربحوا

راه النتيجة كانت معروفة من الأول

مريم said...

انت ليه مكبر الحكاية كده
مش معنى ان منتخب اخفق او حتى كان مستواه زفت يبقى اللاعيبة معندهاش انتماء
طب ما احنا خدنا البطولة اللى فاتت ومع ذلك حال مصر زى ما هو

ياعم روق كده وان شاء الله منتخب وطنك الثانى يرفع راسك بس انت ادعيلنا احسن هنلاعب النهاردة كوت دى ايفوار ودول حالفين يطلعوا عين امنا

Anonymous said...

طيب على سلامتك

:)

و الله انا من الناس الذين يكرهون كرة القدم ... لذلك لا اهتم كثيرا بنتائجها و لا بتفوق او تخاذل المنتحب الوطني لكني طبعا اهتم للمليارات التي تصرف على الهباء و الهواء
:(

طيب

كثيرة هي الاشياء التي تحزن في هذا الوطن و شدني كثيرا تعبيرك الاخير
غدا المغرب عبئا على البعض الكثير لأنهم خلطوا دون أن ينتبهوا أو هم انتبهوا بين مفهوم الحكومة التي قد تكون عبئا ومفهوم الوطن الذي لا يكون كذلك أبدا لأننا نحن من نصنعه

يتبع

Anonymous said...

عدت يا طيب بفارق يوم لكنني عدت
:)

"غدا المغرب عبئا على البعض الكثير لأنهم خلطوا دون أن ينتبهوا أو هم انتبهوا بين مفهوم الحكومة التي قد تكون عبئا ومفهوم الوطن الذي لا يكون كذلك أبدا لأننا نحن من نصنعه"

شدني تعبيرك هذا
نعم نحن نصنعه و هو كذلك يصنعنا

نعم طيب كلنا يريد الرحيل العاطلون و الاطر الجميع يريد المغادرة
أنا ايضا اريد الرحيل .. لكن يا صديقي رحيل بهاجس عودة لا يقطع جذورا.. يُبقي الروح هنا و الظل هناك..

و في النهاية كلنا يختار

Anonymous said...

طيب

أرجو ان لا تتوقف عن التدوين و أن تحافظ على حيويتك التدوينية

اصمد يا طيب كي نصمد نحن أيضا
:)

Anonymous said...

سلام

صنع الوطن
يا اخي جميع الاحصاءات التي اجريت في السنوات الاخيرة رتبت المغرب في ذيل الدول فلا رياضة ولا اقتصاد ولا تنمية ولا تعليم هذا الاخير الذي يعتبر احد المنابع التي نشرب منها الخلق والحس بالمسؤولية والوطنية فلم نتفوق حتى على الدول التي تعيش حروب وصراعات ...ا
فحتى النحيب لا يجدي لان البلد في طريقه للسكتة القلبية-على حد قول الحسن الثاني-

وحده الرحيل قد يكون المهرب للعيش بمعطيات انسانية..لكن اذا رحلت نزهة ومن هم بمثل طينتها فمن سيصنع الوطن!!ا

ألطيبُ said...

انيمة
هل حقا انا طماع ؟
حتى الرياضة لم يعد لنا الحق في ان نتوقع ان نحقق من خلالها ابتسامة او فرحة ؟
لكن انت على حق فالنتيجة كانت متوقعة انما كنا نأمل فيما ليس منهم لا امل ولا رجاء
الطيب

ألطيبُ said...

مريم
الحمد لله على السلامة
انتي كنتي غاطسة فين ؟ اعترفي
المسألة ليست هزيمة و فوز يا مريم المسألة هي فعلا انتماء او لا انتماء لان الفريق كان باهتا لا لون له ولا رائحة ولو كنا فعلا احضرنا فريقا من بنغلاديش ليلعب باسم المغرب لكان افضل من هذا الفريق المهترء ؟؟؟
مبروك عليكم الفوز بالكاس يا مريومة حسن شحاته باعتباري زملكاوي قديم يستاهل والله كان لعيب حريف ومازال مدربا حريفا ايضا
متبقيش تغيبي يا هانم والا .... ولا بلاش الطيب احسن
دمت في امان الله
الطيب

ألطيبُ said...

نزهة
بالفعل كثيرة هي هموم هذا الوطن وقليل هو ما يفرح فيه لكن يبقى هو الوطن بجميع احواله واهواله ايضا
قد يكون الكل يرغب في الرحيل الا انا فانا من اختار العودة بمحض ارادته بل وباصرار ؟؟؟ ربما لافكار او تصورات ما كانت تليق بالواقع انما تليق بالمدينة الفاضلة ؟؟ ربما لكنني لم اندم رغم كل الاحباطات والمنغصات على العودة ؟؟ احاول دوما ان ارى ما يمكن ان يجمل الصورة في عيني ؟؟ انجح احيانا واخفق غالبا لكنني ما زلت احاول الا اعلن الانهزام
ما دام لدي في هذا العالم واعني عالم التدوين اصدقاء مثلك يا نزهة ومثل مريم وانيمة ومينتو لا بد اني لن ادع عزيمتي تلين ولن ابرح المكان او اغيب عنه ابدا لحرصي على الكتابة التي تنفس عني كثيرا من ضغوط هذا الزمن ولحرصي الكبير ايضا على ان اظل على صلتي بكم او لاقل بكن فكلكن زهرات لا اشواك بينكن ؟؟ واعني ذكور ؟؟؟ فالصداقة التي جمعتنا بلا اغراض ولا مصالح اعتز بها وحريص عليها وهي تعني لي شيئا كثيرا

لك مني اطيب المنى
الطيب

ألطيبُ said...

مينتو
فكرة الرحيل والهروب ليست حلا انما الحل يكمن هنا ؟؟ اما كيف ؟ فالكلام في ذلك يطول ويطول
ورايي في الوطن سبق وطرحته هنا في ذات المدونة لن يبنيه لنا احد انما نحن من يمكن ان يبنيه ليس الا ان شئنا ان نعيش بظروف لائقة و بطريقة آدمية انسانية اما ان ارتضينا ما دون ذلك فسوف نكون حتما نستحق ذلك
وطبيعي ان نكون في ذيل اي قائمة سواء في التعليم او الصحة او الشفافية او .... وطبيعي ان نكون في راس القائمة في امور كالفساد والرشوة و..... ما دمنا لا نحرك ساكنا انما نلوذ بالفرار بحثا عن كسرة خبز او حتى قطعة حلوى تكون غالبا مغمسة بمهانة من نوع آخر حتى وان اقنعنا النفس بانها ليست كذلك
الموضوع طويييييل وذو شجون
دمت في امان الله
الطيب