لا حول ولا
هذا التعاون الذي يبديه سائقو السيارات على الطرقات تجاه بعضهم البعض ، حيث تلمع أضواء سيارت من تخطوا حواجز شرطة المرور أو الدرك ، وبغزارة ، لتنبه القادمين من الاتجاه الأخر بغية لفت انتباههم إلى وجود ذلك الحاجز أو نقطة الشرطة أو الرادار على مقربة منهم فيتوخوا الحيطة والحذر ، أو يخففوا من سرعتهم ، أو يتخذوا ما يجب تحسبا ، هذا التعاون يؤكد وينبئ بأن الناس باتوا يشعرون أنهم في واد وأن الشرطة في واد آخر ، وبأنهم والشرطة فريقان متنافران لا متقاربان ؟ وهذا أمر يدعو لكثير من التفكير والتأمل بل والتحليل لفهم الظاهرة التي بدأت منذ مدة وتنامت وغدت تعمم على مجالات أخرى غير الطرق وشرطة المرور .
هذا الحال الذي تشهده كل الطرق بالمغرب سواء داخل المدن أو خارجها لا بد أن يدق ناقوسا ويشعل نورا ، ولا بد أن تتجاوب السلطات مع الظاهرة وتتنبه إليها لتتعرف على أسباب هذا الإحساس الذي بات يتملك الناس في معظمهم ، ولتعمل على معالجة الأخطاء التي أدت إلى ذلك وتداركها ، وهي من المؤكد موجودة وكثيرة أدت إلى أن أصبحت الحكومة في ناحية والناس في الناحية المقابلة ، وكأنها حكومة لشعب آخر في عالم آخر ؟؟؟ . وخوفي كله أن تكون الحكومة ذاتها أو الشرطة نفسها تشعر أيضا أنها من غير هؤلاء الناس وأنها شيء وهم شيء مختلف وأحسبها تعتقد ذلك ؟؟؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
No comments:
Post a Comment