Friday, March 30, 2007

حرمة (إمرأة ) أعزك الله ؟


لا تعجبني أبدا هيئة العلاقة بين الرجل المغربي والمرأة المغربية ، ولست أعني هنا العلاقة بينهما كزوجين ، إنما أعني العلاقة بين الرجل والمرأة عموما ، سواء كانت زوجة أو صديقة أو زميلة أو أختا بل وربما أحيانا أما ؟ هناك خلل في تلك العلاقة يكون باديا في الغالب الأعم وبجلاء في طريقة تعامل الرجل مع المرأة وفي نظرته لها .

قد لا يتقبل كثيرون من الرجال رأيي هذا ، لكنه يبقى رأيا لا أقصد من وراءه سوى توصيف الحالة حسبما أشاهدها ، ولست بمدع احتكار الصواب والحقيقة أبدا ، فقد أكون مخطئا في نظر البعض ، لكنني ما كونت هذا الرأي إلا من خلال ما رأيت وتابعت و سمعت من رجال ونساء مغاربة كثر .

وإذا كنت أخص بحديثي الرجال المغاربة فلأني منهم لكنني لا أنفي هنا ، ولا أتغاضى أيضا ، عما تعاني منه المرأة في بقية الدول العربية ، فهي تعاني الأمرين أيضا ، لكن معاناتها تبقى بطعم ونكهة أخرى ربما أقل مرارة وبدرجات أدنى مما تعانيه نساء المغرب . وإذا كانت نظرة الرجل العربي للمرأة تبقى في مجملها نظرة دونية ، فهي ولا شك تأخذ مناحي وأشكالا تختلف باختلاف وتنوع خصوصيات كل مجتمع على حدة . وإذا أخذنا شريحة من هذه المجتمعات العربية ، على سبيل المثال لا الحصر طبعا ، وليكن هذا المثال المجتمع الخليجي وهو الأكثر بداوة وربما قساوة بحكم الطبيعة الجغرافية وأثرها ، فإننا نجد أن التحولات التي عرفتها تلك المجتمعات ماديا ومعماريا وثقافيا وحتى فكريا ، لم تستطع أن تتغلغل بما فيه الكفاية إلى العقل لتمحو ما ترسب فيه عبر الزمن من أفكار لا علاقة لها لا بالإسلام ولا بالعروبة ولا حتى بأخلاق البداوة الحقة ، هناك لاحظت مرارا من أناس يفترض بهم العلم والاطلاع بل وحتى التفتح أنهم يقرنون الحديث عن المرأة بجملة أعزك الله ؟؟ وكأنهم يتحدثون عن حيوان أجرب أو نجاسة ؟؟؟ وهو أمر يعطي فكرة واضحة عن نظرتهم وطريقة تعاملهم مع المرأة .. لكنهم رغم ذلك وإحقاقا للحق ( وأعني هنا الرجال العرب المشرقيون ) يظلون في مجملهم يتعاملون بلطف أكثر مع المرأة وبلباقة تراعي رقتها وأنوثتها ، بل يغلب على الكثيرين في تعاملهم مع المرأة خجل وحياء .

أما في مجتمعنا المغربي ، فرغم أننا لا نردف حديثنا عن المرأة بأعزك الله ولا بأي صيغة مشابهة أو مماثلة ، فهناك شكل من الفظاظة بادي بوضوح ، لا أستطيع فهمه ولا تفهمه ، يطبع طريقة تعامل الرجل مع المرأة ، وفي التهجم عليها لأبسط الأسباب وبأقذع الكلمات و الإهانات بل وفي التحرش بها جنسيا في أي وقت وأي مناسبة وأي مكان وأي زمان ، دونما أي نوع من أنواع الحياء أو التردد ؟؟ ويرى فيها الكثيرون متاعا للاستمتاع كائنة من كانت ، دونما فرز أو تمييز ، فكلهن سواء وكلهن يوضعن في سلة أو كفة واحدة ؟؟ وحتى لا أطيل في الوصف والتوصيف أقول إن العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا المغربي ينقصها كثير كثير كثير من الاحترام ؟؟ وهي علاقة يغلب عليها الاشتباك ولعل هذا ( أنا أخمن فحسب ) ما يفسر ارتفاع نسبة الطلاق لدينا إلى أرقام محيرة ومذهلة ، ولعل هذا ما يفسر أيضا ميل الكثيرات من الفتيات المغربيات إلى الزواج من رجال من خارج المملكة المغربية ، فهن يجدن لديهم حسبما سمعت من العديدات لطفا ودماثة لا يجدنها لدى أبناء جلدتهن؟؟ وإن كان فيمن يأتون من الخارج ما فيهم من عيوب ليس المجال الآن لسردها . ولعل هذا الشكل من التعامل أيضا هو ما تسبب في جعل المرأة المغربية تفقد بعضا من رقتها في محاولة منها لمواجهة الأمر .

التعميم ليس سمة علمية في أي نقاش أو تحليل ، لكني مضطر هنا لهذا التعميم لأن الظاهرة بادية واضحة لا لبس فيها ، وإن كان هذا لا يعني أن ننعت كل الرجال المغاربة بإساءة معاملة المرأة لكن يا أعزائي الرجال لنكن صرحاء ونعترف بأن جلنا كذلك مع كامل الأسف ؟؟ ولنقر أيضا بأن هذه العلاقة بحاجة لإعادة صياغة وترميم وإذا كنا نحن الرجال نتحمل الشق الأعظم من المسؤولية فلا أستطيع أن أعفي المرأة من بعض المسؤولية .. وأردف قولي بأنه لا المدونة ولا القوانين يمكن أن تحل الإشكال بل ربما تزيده تفاقما وتأزما .. المسألة لن يحلها إلا الرجال بمساعدة المرأة طبعا .

ولنا عودة للحديث عن المرأة المغربية ما لها وما عليها

الطيب

13 comments:

Anonymous said...

اهلا الطيب .. شخبارك؟
عرفتك من عدد من مدونات جيران وجيت اتطفل على عالمك .. بتسمح لي؟

اقول الصدق .. محد مظلوم غير النساء في هذه المعمورة .. اقصد المخروبة

أوف ويقولون أعزكم الله بعد ذكر المرأة؟ آه شكثر تقتل هالعبارة!


والادهى يا اخي كونها لا تستطيع أن تدفع الظلم عن نفسها .. فإن مجرد الاعتراض على امر ما هو ما يجعلها من مصاف العاصيات اللاتي يحرمن من رحمة الله

لا والله بل من رحمة الرجل .. وليست الله



راوية

H-F-blady said...

السلام عليكم,
مررت من دون تعليق
اصبحت بخيلة بالاضافة الى كل الالقاب الاخرى

ألطيبُ said...

راوية
اهلا ومرحبا بك انا لا اسمح لك فحسب بل اتشرف بزيارتك وبتطفلك المحبب هذا
في الوقت الذي لا يمكن الا ان نقر فيه بان حيفا يقع على المرأة منذ الازل لا علاقة له بدين ولا جنس ولا جنسية واعتقد انه بحكم ضعفها البدني ان صح التعبير امام الرجل كانت دوما تستضعف ولعلي افسر ذلك تفسيرا سرياليا فاقول ايتها العزيزة ان تسلط الذكر على الانثى نراه في عالم الحيوان كافة وهو العالم الذي يحكمه قانون القوة وبالتالي ومادام الانسان من ذات الفصيل كما يقولون فقد نهج نفس المنهج الا من اعمل عقله ؟؟
احييكي اختي العزيزة واتمنى ان نلتقي دوما
الطيب

ألطيبُ said...

حنان
وعليكم السلام والرحمة
مرحبا بك حتى بدون تعليق وان كانت كلماتك تلك اوحت لي بأن مزاجك مش تمام ؟؟
اتمنى ان اكون مخطئا
ودمت
الطيب

H-F-blady said...

akhta2ta hadihi l marra
ana l7amdolilah ok :)
thnx for asking

Anonymous said...

لا القوانين و لا المدونة ستحل هذا المشكل
هذا ما أومن به أنا أيضا
هل سمعت في حياتك رجلا مغربيا يقول لزوجته كلمة "كنبغيك"
أثبتت الدراسات أن المغاربة شحيحون في عواطفهم، ربما يخبرها قبل الزواج بحبه

هذا بالإظافة إلى أن بعض المغاربة لا يحترمون الصداقة بين الرجل و المرأة،هنا تصاب المرأة بالإحباط، بالإظافة إلى أن المجتمع ينعثها بالساقطة-عذرا للكلمة

أما في مجال العمل،فالرجل لا يعترف بتاتا بإنجازات المرأة و هاته القضية حصلت لي مرارا و تكرارا، و لكن الحمد لله أنني من ذلك النوع الذي يأخذ حقه بيده دون أن ينتظر أحد لكي يعطيه له

الطيب حطيتي يديك على الجرح و جبدتيني

ألطيبُ said...

انيما
ادرك تماما والله ما تقولين وما تشعرين به واتلمسه دوما بل واستغربه واستنكره لاني لا ارى له اي مبرر او مسوغ ولهذا اعلنت بصراحة رايي في علاقة الرجل المغربي بالمرأة هي علاقة تكتنفها كثير من الملابسات والتشوهات يجب ان تصحح ولن يصححها الا الطرفين .. اما صداقة المرأة بالرجل فهي ايضا تشوبها ملابسات كثيرة اعتقد ايضا ان سببها تلك النظرة المريضة التي لا ترى من المرأة الا جسدا او من الرجل الا ذكورته وكأننا نعيش في عالم تحكمه الغريزة الحيوانية وننسى كثيرا اننا ارقى واسمى مخلوقات هذا الكون او لأقل الارض فالله اعلم ما في هذا الكون ربما فيه ما نبدو امامه لا شيء
تحياتي لك ايتها الصديقة العزيزة
الطيب

Anonymous said...

حياك الله طيب

لا ادري انفرح لاثارتك الموضوع ام نحزن....

حتى لو تحدث اكثر الرجال رقة و دماثة عن المرأة فلن يعبر بحلاء عما تحس به و كم الاسى الذي يعتري قلبها

مهما بلغت النساء من مراكز علمية و وضيفية يضل ذلك الشعور الخفي بالقهر.... و القهر ليس تعديا بالضرب او الكلام...لكن كثيرا ما يكون بنظرة او تصرف-فيضل ذلك الشعور يسكنها...

يا سيدي الكريم نحن عندنا أزمة رجولة و قبل ذلك أزمة أخلاق....

فلا ندري ان نفرح ام نحزن لاثارتك الموضوع

ألطيبُ said...

نزهة
انا اتفهم تماما مشاعرك ورأيك .. ولا اطلب منك الفرح ولا الاسف والحزن المطلوب هو توصيف الحالة وعلاجها وكما اسلفت لن يحلها لا قانون ولا مدونة واذا كانت كثيرات من النساء قد هللن بالمدونة اعتقادا منهن بانهن بذلك نلن ما كان بعيدا فقد اثبتت الفترة الماضية انهن تقريبا لم ينلن شيئا بل على العكس مسهن ضرر ابلغ مما كان وهذا من واقع وقائع المحاكم الخاصة بالاسرة
هناك حقيقة ازمة رجولة لا انكر يا نزهة لكن هناك في المقابل ازمة انوثة وشديدة كذلك وهو ما كنت احب ان اتطرق اليه عندما اومأت الى اني سأتوجه بحديث آخر نحو المرأة المغربية
حياك ربي وحفظك
الطيب

Anonymous said...

طيب

عواشر مبروكة

:)

للاسف نسيت نبارك ليك

كل عام و انت من الله اقرب

ما بقيناش كنحسو بالعيد و الطعم ديالو حيت كلشي كبر و مابقاش في الدار الدراري الصغار هما في الحقيقة لي كيعطيو للعيد النكهة ديالو....

عيد سعيد طيب

ألطيبُ said...

نزهة
اشكر لك ذوقك الرفيع هذا
ودمت
الطيب

Anonymous said...

أخي العزيز الطيب
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رغم أنني لم اسمع بهذه العبارة و لكن من العيب ان تقال على بشر من خلق الرحمان عز و جل
و من يكون هذا الذي يتلي اسم المرأة بهذه العبارة سوى واحد خرج من ذلك الرحم
نرجو رحمة ربنا
انتظرك بمدونتي اختك سعاد البدري

ألطيبُ said...

الاخت سعاد
لا ااظنك ستسمعين تلك الكلمة الا اذا عشت في بلاد كالسعودية فهناك حتما سوف تسمعينها
اشكر لك الزيارة وسوف ازورك حالا
الطيب