Friday, December 29, 2006

الوافدون من القمر ؟

لست أدري لماذا تعود ذاكرتي اليوم إلى الخلف سنوات بطريقة " الفلاش باك " السينمائية ، لتتذكر صفة ألصقت بي لسنوات حتى ضقت بها وبمن كان يكررها على مسامعي .

" وافد " سمة وسمت بها ، واقترنت باسمي ، دون استشارتي أو موافقتي ، وتابعتني أينما حللت وأنّا ارتحلت ، انتهى الأمر أنت منذ الآن الطالب الوافد الطيب ، أو الطيب الطالب الوافد ، إختر ما شئت منهما فلن نجبرك على واحد بعينه ؟؟ واعلم أنه يتحتم عليك منذ الآن أن تتعامل حصريا عبر قسم الوافدين وإدارة الوافدين ، ، وإدارة شؤون الطلاب الوافدين ، وعليك أن تتعرف على الوافدين من أمثالك ، وأن تتبع التعليمات الخاصة بهم ، وانتبه فلا تعامل معك إلا عبر تلك الإدارات ؟؟ حاااضر .. ماشي ... تمام يا فندم ؟ وكأني قد وفدت اليهم من القمر أو من كوكب آخر ؟

وفد ، يفد ، فهو وافد وهي وافدة ، والجمع وافدون ووافدات ؟؟ ومنها كلمة وفد ، والوفادة و............. الخ

كان ذلك طوال فترة دراستي في القاهرة ، عاصمة المعز ، لست أدري لم كان هذا التصنيف ؟ ولماذا كانت الإدارة تتعمد فصلنا عن أخوة لنا سواء في الرحلات أو النشاطات أو حتى الإدارات التي نتعامل معها ؟ ولماذا هذا الفرز الذي وسمت وسواي من خلاله بهذه السمة التي رافقتني حتى أنهيت دراستي وتركتها لهم غير مأسوف عليها ( الصفة أو النعت أو السمة أو الوصف كما تشاء ) على المقعد الذي كنت جالسا عليه في ميناء القاهرة الجوي مشفوعة بضيقي وحنقي قبل صعودي الطائرة عائدا إلى المغرب عبر باريس ، تلك المدينة التي كنا لا نزال حينها ندخلها دون إذن أو سمة دخول ( تأشيرة ) ؟؟ وكأنها غدت اليوم الجنة ؟؟ .

وكم كانت زياراتي اللاحقة لمصر أجمل ، وقد تحررت من ذلك اللقب اللعين الذي لم يكن ينسنيه وإخوتي الوافدين أثناء الدراسة سوى طيبة الشعب المصري وكرمه ومشاركتهم لنا في الاستغراب من إصرار مؤسساتهم التعليمية على " توفيدنا " وهي صفة قد يصح أن نطلقها حتى على من وفد إلى القاهرة من المحافظات المصرية الأخرى ، لكنهم اختاروا أن يختصونا نحن العرب بها دون سوانا من الطلاب الأجانب .

ورغم ذلك تبقى صفة " وافد " ألطف وأرق بكثير مما قد يلصق باسمك في دول عربية أخرى ، وهي حدوتة سأعرج عليها لاحقا .

4 comments:

Anonymous said...

السلام عليكم
مما لا شك فيه أنني غدوت مدمنا على مدونتك أخي الطيب ,لا تكاد أغنية "خليها على الله" تفارق أذني كلما اتصلت بالشبكة.
بالنسبة للموضوع , أظن أنه موضوع جد مطروح و جد سخيف,
لي صديق طفولة اضطرت الظروف أباه للانتقال للعمل في دولة عمان , احدى دول الخليج ,وهو أيضا لا يكف عن فتح صدرلاه لي كلما أتيحت الفرصة له ليحدثني عن معاناته مع هذا اللقب السخيف " وافد"..المهم كي لا أطيل , اعتقد أن هذا اللقب فيه نوع من العنصرية أو التفرقة , ففيالوقت الذي بريد فيه لمهاجرينا في أوربا و أمريكا هامشا أكبر من الخرية و الاندماج نجدنا نحن أنفسنا من الذين يقولون ما لا يفعلون.
أعتذر على الاطالة, وأستودعك الله
السلام

Anonymous said...

مساء الخير طيبنا
أيامك سعيدة إن شاء الله


أغمض عيني، أحلم أن الوطن العربي .. وطني فعلاً
أحلم

Anonymous said...

حقا إنها مأساة أن ننعت بصفات غريبة بين إخواننا وأبناء جلدتنا على الرغم من أننا نتنمي جميعا للوطن الواحد " الوطن العربي" ولقد لبت علي المواجع أخي الطيب فنحن فلسطينيو الشتات نعاني أيضا من صفة اللاجئ ... هذه الصفة التي نعيش بمرارة !!!

ألطيبُ said...

دينا
ما يعانيه الفلسطينيون كثير وكبير اختي دينا وقد لا يطيقه شعب آخر سواهم
تحية لهم جميعا في الداخل كما في الخارج واذا كان من في الداخل يعاني ما يعانيه من الاحتلال فلا اظن امن معاناة من في الخارج اقل بل هي اكثر في بعض الاحيان
بفضل اخوة واهل لهم ؟؟؟؟؟
ودمت في امان الله
الطيب