ككل عام
ها هو عام آخر ينحني متثاقلا ليحمل حقائبه ويرحل . هو عام ككل عام يأتي ليمضي بما حمل ، وككل عام مضى يأخذ من العمر عاما معه ، مادام في العمر بقية ، وككل عام نستبشر بعام يأتي ونعقد الآمال عليه ، لعله لا يخذلنا فنحقق خلاله ما لم يتحقق في الأعوام التي مضت ؟ إن لم يكن هذا فذاك وإن لم يكن ذاك فذلك .
تلك الحقائب المتورمة التي انحنى يحملها بمشقة ، لن تدخل دهاليز النسيان ، ولن تظللها عتمة التاريخ ، ولن تحجب رؤياها طلعة العام الجديد ، فلكل منا فيها ركن ، مجهري صغير ، يلملم أفراحا فرحناها أو أحزانا كابدناها ، آمالا وأماني تحققت أو طموحات ومساعي وئدت ، وساعات من الصفو سعدنا بها أو هي تعكرت فتكدرت ، فيها عمر من العمر عشناه ، لن ننساه ، سوف يخطر على البال مرارا لنستعيد ذكراه .
نتمنى أن يحتفي العام الآتي بنا كما نحتفي به ، ويسعد بنا كما نسعد به ، يرانا كما نراه ويرسم صورة لنا كتلك التي رسمناها له .. ولما كان هذا العام الذي أخاطب أياما وأسابيعا وأشهرا لا حول لها ولا قوة ، تأتي محملة بأحداثها ، بقضائها وأقدارها ، يصبح العمل بمقولة الرسول الكريم "صلعم" " لا يرد القضاء إلا بالدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر " هو الحل ، فلنعمل كثيرا ، ولندعو كثيرا ، ولنبر كثيرا .
كل عام وأنتم بخير
3 comments:
نعم نحن على مشارف عام جديد، هو الجديد فقط أما نحن فككل عام
كما نحن إما أن نقبّح العام أو نجمّله
حتى نتركه يرحل
ساخطاً أو راضياً
دمت طيّباً
السلام
ربما لم يرحل العام كله ,ولم يحمل كل حقائبه ..لأنه ولا بد قد ترك من الاثار ما يثلج الصدور ومن الماسي ما تضيق به الأنفس...
فضلت يا أخي الطيب "الطيب" لو تركت هذا النص ليوم فاتح محرم لكان أفضل..لأنني كنت قد تأثرت كثيرا بموضوعك حول اللغة العربية و الاهتمام بتقاليدنا و قيمنا كعرب و عدم الانحناء لما ينص علينا الغرب , فتغيرت تغيرا كبيرا يمكنك ملاحظته حتي في كوني أكتب الان بالعربية...
المهم , لا أريد أن أقول أن أملي قد خابلكن كنت أفضل لو وجدت الى جانبي أناسا يهتمون أكثر بالعربية..خلافا لأصدقائي المتطبعين بالثقافة الغربية.
الى فرصة قادمة..عيدك مبارك سعيد
السلام عليكم
نعم أخي الطيب, بكل أسف لقد غدا التأريخ الميلادي هو الأساس في كل معاملاتنا لكنني لاأعتقد أن الأمور ستتغير ان بقينا مكتوفي الأيدي نتفرج على ثقافتنا تتصدأ يوما بعد الأخر و لا أعتقد أنك ستخالفني الرأي بأن أول أول شيء يجب أن نبدأ به هو أن نقنع أنفسنا وذواتنا بضرورة الاهتمام بالتاريخ الهجري رغم كل شيء ,فمسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة و أعتقد أن أول خطوة هي التي قمت بها عندما دعوت للرجوع الى العربية..ولا شك أن الملايين منا لن يبخلو بالانضمام الى الركب.
!! اذا فاليبدأ كل واحد منا بنفسه وسنصبو روما ان شاء الله
أستودعك الله و أرجو مزيدا من التألق لمدونتك المثالية ..
Post a Comment