خسئت يا خوسيه
السيد خوسيه ماريا أثنار ، اليميني الاسباني المتطرف ، التابع المخلص للولايات المتحدة الأمريكية ، والمتيم والوله والمعجب بجورج بوش ، زار مؤخرا الولايات المتحدة الأمريكية وانتهز مناسبة وأجواء تصريحات بابا الفاتيكان التي أساءت للإسلام والمسلمين ولرسولهم سيد الأنام ، ليطلق تصريحا انتهازيا يعلن من خلاله أنه إن كان المسلمون يطالبون البابا بالاعتذار عن تصريحاته ، فإنه من باب أولى أن يقدموا أولا اعتذارا صريحا عن احتلالهم للأندلس الذي دام ثمانمئة سنة ؟؟؟
والتصريح وإن كان غريبا ومستفزا فإن صدوره من هذا اليميني المتطرف أمر عادي متوقع إذ تراكمت أفعاله وتصريحاته المسيئة للعالم العربي الإسلامي طوال فترة توليه رئاسة الوزارة في المملكة الإسبانية خلال السنوات الماضية ، وإذا كان تصريحه ذلك ، وأعني تصريحه بوجوب اعتذار العالم الإسلامي عن احتلال الأندلس ، قد مر مرور الكرام دون أن يتصدى أحد للرد عليه في الإعلام العربي من المثقفين أو المسؤولين العرب المنصرفين على ما يبدو إلى أمور أخرى لست أدري ما هي ، فقد تصدى له، وأعني التصريح ، العديد من المؤرخين والكتاب الإسبان وطالبوا هذا الخوسيه بأن لا يتلاعب بالتاريخ وأن لا يطوعه حسب هواه ومزاجه الشخصي إرضاء لسيده بوش . و كانت ردودهم وتعليقاتهم في الحقيقة عقلانية كافية وشافية .
لقد تناسى السيد خوسيه أن الأندلسيون لم يكونوا في غالبيتهم العظمى عربا محتلين إنما كانوا إسبانا من القوط والرومانيين كغيرهم من سكان الجزء الشمالي من البلاد الذين ظلوا على نصرانيتهم ، وكانوا كذلك من القوط والرومانيين . وتناسى السيد خوسيه أن ما حمله المسلمون لاسبانيا كان حضارة وعلما نهض بالبلاد منذ دخلوها عام 711 ميلادية حين وطأت أقدام طلائعهم ميناء طريفة بالأندلس ، فجعلوا منها منارة علم وحضارة ومعرفة ، وبؤرة ازدهار ونور وتنوير فاقت بمراحل عديدة حال شمال البلاد الذي ظل بعيدا عن النفوذ الإسلامي ، وتناسى السيد خوسيه أن من يزور اسبانيا اليوم بعد مئات السنين من خروج المسلمين من اسبانيا ، بحروب عرقية ومحاكم تفتيش وتعصب أعمى ، تناسى أن من يزور بلاده اليوم لا يمكن أن يغفل زيارة قصر الحمراء بغرناطة ، أو مسجد قرطبة ، أو الخيرالدا بإشبيلية ، وغيرها كثير وكلها مآثر إسلامية عجز كل المتطرفين هناك عن طمسها وظلت شاهدا على ذلك العصر وعلى تلك الحضارة وظلت إلى هذا اليوم سببا أساسيا في جعل اسبانيا قبلة سياحية على مستوى العالم . وهل لأحد اليوم أن يتصور إسبانيا بدون تلك المعالم ؟؟؟
وفي ذات السياق كان حريا بالسيد خوسيه أن يدعو نفسه أو يدعو بلاده إلى الاعتذار إلى دول أمريكا اللاتينية ودول إفريقيا وجنوب شرق آسيا على ما اقترفته إسبانيا فيها من مذابح وعلى ما نهبته وسرقته طوال سنوات استعمارها لتلك المناطق . وكان حريا به أن يطالب باعتذار آخر يتقدم به من سبقوا المسلمين إلى بلاده من سلتيين و فينيقيين و يونانيين ورومانيين وجرمانيين وقوط ، وقبل كل ذلك ، وأهم من كل ذلك كان حريا بالسيد خوسيه ماريا أثنار أن يصمت وأن يكف عن الكلام وأن يتوارى بعد أن انتهى مستقبله السياسي في إسبانيا حسبما يجمع معظم الإسبان بعد أداءه السيئ أثناء توليه الحكم في البلاد .
ويا ليت السيد خوسيه ماريا أثنار حينما يتحدث مستقبلا بلغته القشتالية " الاسبانية " يتجنب ويمتنع ، إن استطاع ولن يستطيع ، عن استخدام الكلمات العربية التي ظلت تفرض نفسها على لغته الأم والتي يفوق عددها حاليا عن ال: 4000 كلمة في أقل تقدير ..حتى ندرك أكثر فأكثر أنه عنصري حتى النخاع ..
No comments:
Post a Comment